الخميس, 24 أبريل 2025 05:18 PM

تمرد عسكري يتصاعد ضد نتنياهو: قادة وجنود يرفضون حرب غزة ويتهمونه باستغلالها للبقاء في السلطة

تمرد عسكري يتصاعد ضد نتنياهو: قادة وجنود يرفضون حرب غزة ويتهمونه باستغلالها للبقاء في السلطة

هاشتاغ- ترجمة

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب الاحتجاجات المدنية المتواصلة، تمرداً داخل الوسط العسكري، خصوصاً بعد أن قدم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار طعناً بقرار نتنياهو بإقالته أمام المحكمة العليا، مُعطلاً القرار مؤقتاً وسط تأييد من عدد من المنظمات المدنية وجنرالات عسكريين سابقين، بمن فيهم قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق نمرود شيفر.

وبحسب تقرير أعدته مجلة (The Spectator) البريطانية، فإن رئيس جهاز الشاباك قدم وثائق سرية للمحكمة تُظهر أن نتنياهو أراد تحويل الجهاز إلى جهاز شرطة سرية خاص به، وأن الأخير وحكومته اليمينية مستعدون للتضحية بالرهائن الإسرائيليين التسعة والخمسين المتبقين في غزة من أجل البقاء في السلطة.

طيارون بدؤوا العصيان

وتشير المجلة إلى تنامي شعور قوي لدى الجمهور الإسرائيلي بأن نتنياهو يُطيل أمد الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية، وأن هذا الشعور ازداد مع إعلان مجموعة من الطيارين في وقت سابق هذا الشهر في رسالة مفتوحة، معارضتهم الحرب الدامية في غزة، ودعوتهم إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين حتى ولو كان مقابل إنهاء الحرب فوراً. وقد وقّع عليها حوالي ألف شخص.

وتحولت رسالة الطيارين إلى مصدر إلهام في الأوساط العسكرية، وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، اجتاحت رسالتهم أوساط الجيش والمخابرات والأمن والقطاعات المدنية. فكتب أفراد من الموساد والشين بيت، جهازي المخابرات الإسرائيليين، نسختهم الخاصة من الرسالة. كما انضمّ المظليون والمشاة والقوات الخاصة وقوات الكوماندوز البحرية وضباط الشرطة إلى الرسالة. وكذلك انضمّ أطباء وفنانون وكتاب وأكاديميون إلى الاحتجاج بالكتابة.

وتُشير التقديرات، بحسب المجلة، إلى أن أكثر من 10,000 شخص قد كتبوا ووقّعوا رسائل مُماثلة. ومما يزيد من أهمية الرسالة، ليس فقد أعداد الموقعين عليها بل نوعية ومناصب الموقعين أيضاً. فمن بينهم قادة سابقون في سلاح الجو، وجنرالات في الجيش، وأدميرالات في البحرية، ورؤساء الموساد والشين بيت، ومفوضو شرطة، وحائزون على جائزة نوبل.

محاربة المتهربين من الخدمة

وكانت ردة فعل نتنياهو التظاهر بأن الأمور تسير كالمعتاد وبأنه منقذ “إسرائيل” واصفاً الطيارين الذين كتبوا الرسالة الأصلية بأنهم “متقاعدون محبطون”.

لكن في الواقع، يشعر نتنياهو بقلق بالغ من أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين سيرفضون الخدمة في الجيش، ويشاركون في انتفاضة ضده.

هذا الأمر دفع قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار (لا تربطه صلة قرابة برونين)، ورئيس الأركان المعين حديثاً، الفريق إيال زامير، إلى الرد على الاحتجاجات، وحاولا إقناع قادتها بسحب رسائلهم في منتصف أبريل، بحجة أن “إسرائيل” في حرب على جبهات متعددة ولا يمكنها أن تسمح لنفسها بترف تكرار تجربة المتهربين من الخدمة العسكرية الأمريكية خلال حرب فيتنام.

وعندما فشل ذلك، لجأ زامير وبار إلى التهديد، وفي النهاية سرّحا العشرات من “المتمردين” من جنود الاحتياط من الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم الجنرال شيفر، الطيار والقائد المخضرم الأمر الذي عزز دافعية المتظاهرين وعزمهم على الاستمرار.

ويعتمد الجيش الإسرائيلي الذي يبلغ عدد أفراده أكثر من نصف مليون جندي، على الجنود الاحتياط الذين يشكلون حوالي الثلثين، وبدونهم سيواجه الجيش صعوبة في مواصلة حملته الوحشية في غزة.

إطالة أمد الحرب في غزة لترسيخ سلطته

وأشارت المجلة إلى أن التماسك الإسرائيلي الداخلي بدأ ينهار في أوائل عام ٢٠٢٣، عندما أُعيد انتخاب نتنياهو وشكّل أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ البلاد مستعيناً بوزراء مثيرين للجدل، إضافة إلى محاولته السيطرة على القضاء والإعلام والجيش وأجهزة الأمن، الأمر الذي دفع الجمهور الإسرائيلي إلى الخروج إلى الشوارع مطالبين بإقالته.

استفاد نتنياهو من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 حيث توقفت الاحتجاجات مؤقتاً، وكثّف جهوده لترسيخ سلطته، الأمر الذي دفع الجمهور الإسرائيلي للاحتجاج من جديد.

ويقول أحد كبار عملاء الموساد الذين وقّعوا على العريضة: “نتنياهو مهتم بإطالة أمد الحرب، لخلق شعور بالطوارئ من أجل ترسيخ سلطته”، فهذا هو هدفه الحقيقي وليس المخاوف الأمنية.

ولكن المعضلة الكبرى الآن هو ما إذا كانت “إسرائيل” ستشهد غضب الجنود المنهكين من المعارك – الذين لم يعودوا يؤمنون بضرورة الحرب التي يُطلب منهم التضحية بحياتهم من أجلها.

مشاركة المقال: