خرج الرتل الثاني التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في القسم الشمالي من مدينة حلب باتجاه شمال شرقي سوريا. أفاد مراسل عنب بلدي في حلب اليوم، الأربعاء 9 من نيسان، بخروج رتل من مقاتلي قسد والمجموعات العسكرية التابعة لها من حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
رافق جهاز الأمن العام وعناصر من وزارة الدفاع السورية رتل قسد المتوجه إلى مناطق شمال شرقي سوريا. ومن المقرر خروج دفعات أخرى من الموقوفين والأرتال خلال الأيام المقبلة.
ووفقًا لمعلومات حصل عليها مراسل عنب بلدي من الأمن العام، سيرافق الأمن العام ووزارة الدفاع السورية الرتل إلى مدينة دير حافر شرقي حلب. وبحسب تصريح عضو العلاقات العامة في جهاز الأمن العام، عقيل حسين، لعنب بلدي، تضمن رتل قوات قسد 480 عنصرًا و60 سيارة. سيرافق الأمن العام ووزارة الدفاع السورية رتل قسد حتى مدينة تل رفعت شرقي حلب.
يأتي خروج الرتل ضمن اتفاقية بين ممثلين عن حيي الأشرفية والشيخ مقصود ذوي الأغلبية الكردية اللذين تسيطر عليهما قسد منذ نحو 10 سنوات مع الأمن العام بحلب. الاتفاقية وقعت في 1 من نيسان الحالي، وتضمنت 14 بندًا أبرزها خروج قوات قسد بشكل تدريجي من الحيين، وتبادل المعتقلين بين الجانبين وصولًا إلى تبييض السجون. كما اتفق الجانبان على إعادة تمثيل الحيين ضمن مجلس مدينة حلب بشكل عادل، والحفاظ على هويتهما الثقافية.
أولى خطوات تنفيذ الاتفاق تمثلت بخروج أكثر من 200 موقوف من الجانبين، في 3 من نيسان. وفي 4 من نيسان، خرج الرتل الأول من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وتضمن نحو 500 مقاتل وتوجه نحو منطقة دير حافر ثم وصل مناطق شمال شرقي سوريا. ومن المقرر خروج دفعات أخرى من الموقوفين من الجانبين خلال الأيام المقبلة.
بلغ عدد عناصر رتل قسد المنسحب نحو 480 عنصرًا و60 سيارة.
أوضح مدير مديرية الإعلام في حلب عبد الكريم ليلة بحديث سابق لعنب بلدي، أن جميع القوات العسكرية التابعة لقسد وتشمل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة (YPG) ستغادر أحياء حلب. وأفاد أن قوى الأمن الداخلي (أسايش) التابعة للإدارة الذاتية ستبقى بسلاحها الخفيف داخل الحيين، وسيتم دمجها بوزارة الداخلية السورية. وباستكمال خروج جميع القوى العسكرية التابعة لقسد، سيدخل الأمن العام التابع لوزارة الداخلية إلى الحيين لتسلم الملف الأمني، وفق ليلة.
يعتبر الاتفاق امتداد لاتفاقية الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي. وقالت وحدات حماية الشعب بعد انسحاب جزء من قواتها من أحياء حلب، إنها نقلت مسؤولية حفظ الأمن إلى أسايش وذلك بموجب اتفاق مع الحكومة السورية.
من جانبها، علقت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، على الاتفاق، وقالت إنه يمهد لتفاهمات مقبلة نحو سوريا لامركزية. وأضافت إلهام أحمد لوكالة هاوار المقربة من الإدارة الذاتية، في 6 من نيسان، أن الإدارة الذاتية تنظر إلى التغيرات التي تحصل على الساحة السورية بشكل إيجابي. واعتبرت أن الوصول إلى تفاهمات كهذه يعد تجربة جديدة في الواقع السوري لإنهاء الصراع على المستوى السوري والإقليمي.
حملت السيارات المنسحبة من أحياء حلب رايات فصائل قسد إلى جانب العلم السوري. يعتبر الاتفاق الحالي امتدادًا لاتفاق أشمل وقعه الرئيس السوري، أحمد الشرع، مع قائد قسد مظلوم عبدي، في 10 من آذار الماضي. قضى أحد بنود الاتفاقية بدمج مؤسسات قسد العسكرية والمدنية مع مؤسسات الدولة. ستبقى قوى الأمن الداخلي داخل أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحسب الاتفاقية.