الخميس, 12 يونيو 2025 10:05 AM

ثلاثة عقود من حكم الحديد والنار: كيف سيطر حافظ الأسد على سوريا؟

ثلاثة عقود من حكم الحديد والنار: كيف سيطر حافظ الأسد على سوريا؟

في مثل هذا اليوم، انتهت حقبة حافظ الأسد، الذي وصل إلى السلطة في سوريا عبر انقلاب عسكري، مستندًا إلى الفكر البعثي الشيوعي القومي. ولد الأسد لعائلة ريفية علوية كانت تحمل اسم "الوحش" قبل أن تغيره إلى الأسد، ليظل صداه حاضرًا في أذهان شعب حكمته هذه العائلة لعقود. وصل الأسد إلى الرئاسة عام 1971 بانقلابه على حليفه صلاح جديد والرئيس السوري آنذاك نور الدين الأتاسي، ليصبح أول رئيس لسوريا من الطائفة العلوية.

بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية والكلية الجوية، تولى الأسد منصب وزير الدفاع وقائدًا للقوى الجوية في عام 1967. منذ اللحظات الأولى لحكمه، عمد إلى اعتقال وإخفاء كل من عارضَه أو عارضَ حزبه، وأنشأ شبكة واسعة من المراكز الأمنية وأقبية التعذيب. بنى سياسته الداخلية على مبدأ القائد الخالد والحزب الواحد، وسيطر على مفاصل الدولة، معتمدًا على ضباط المخابرات وعناصر الجيش من أبناء طائفته. أما سياسته الخارجية، فارتكزت على شعارات المقاومة والممانعة لتغطية أعماله وخفايا حكمه، واستغل خيرات البلاد بحجة التسليح ضد إسرائيل.

من بين أبرز الأحداث في فترة حكمه، إعلانه سقوط القنيطرة قبل احتلالها بـ 48 ساعة، وتدخله العسكري في لبنان، الذي أدى إلى تأجيج الطائفية وقصف مدينة طرابلس لمدة 20 يومًا. كما قام بتدمير مخيم تل الزعتر، الذي كان يضم 17000 لاجئًا فلسطينيًا، ونفذ إعدامات جماعية في سجن تدمر، مما أسفر عن مقتل الآلاف من خيرة شباب سوريا ومثقفيها. ارتكب الأسد مجازر عديدة، بما في ذلك مجزرة حماة، التي قصفها بالطيران وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من السوريين بحجة وجود عشرات من جماعة الإخوان المسلمين، ومجزرة جسر الشغور التي راح ضحيتها المئات. سجن وقتل وشرّد مئات الآلاف من المفكرين والدعاة والعلماء، ولا يزال عدد المفقودين في سجونه غير معروف حتى اليوم.

ورّث حافظ الأسد حكمه إلى نجله، الذي أكمل مسيرة والده في سلب حقوق الشعب وتهجيرهم قسرًا وقتلهم بدم بارد، إلى أن انتصرت إرادة الشعب وأسقطت حكمهم، معلنين التحرر من عقود الظلام التي فرضها آل الأسد.

مشاركة المقال: