أطلقت شركة "جوجل" ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد ملخصات فورية لنتائج البحث، مما أدى إلى تراجع حاد في عدد الزيارات لمواقع وسائل الإعلام، التي كانت تعتمد على محرك البحث الأكثر استخدامًا عالميًا.
الميزة الجديدة، التي أطلقتها "جوجل" في أيار 2024 وتحمل اسم "AI Overviews"، هي أداة لتلخيص نتائج البحث ضمن تجربة "Search Generative Experience"، وقد تم توسيعها لتشمل أكثر من 100 دولة، مع دعم لغات متعددة بما فيها العربية. وفي آذار الماضي، بدأت التجارب على وضع الذكاء الاصطناعي "AI Mode"، الذي يعتمد على النموذج المتطور "Gemini 2.0/2.5"، ويدمج واجهة تشبه الدردشة لتلخيص واستجابة أكثر تفاعلية.
تشير البيانات الحديثة من شركة "Similar Web" إلى تراجع مقلق في زيارات المواقع الإخبارية الكبرى. فقد انخفضت الزيارات القادمة من محركات البحث لموقع "هافينغتون بوست" بأكثر من النصف خلال السنوات الثلاث الماضية، وواجهت صحيفة "واشنطن بوست" تراجعًا مماثلًا.
حذر خبراء بارزون من أن خطوة "جوجل" المثيرة للجدل، بتقديم ملخصات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها، قد تتسبب في أضرار "كارثية" للناشرين ومنشئي المحتوى الذين يعانون من ضائقة مالية، ويعتمدون على حركة المرور لتوليد إيرادات حيوية.
قامت مجلة "بيزنس إنسايدر" بتسريح حوالي 21% من موظفيها الشهر الماضي، وهي خطوة وصفتها الرئيسة التنفيذية، باربرا بينج، بأنها تهدف إلى مساعدة المجلة على تحمل انخفاضات حادة في عدد الزيارات خارجة عن سيطرتهم. إذ انخفضت زيارات البحث العضوي لمواقعها الإلكترونية بنسبة 55% بين نيسان 2022 ونيسان 2025، بحسب بيانات موقع "Similar Web".
وقال الرئيس التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست"، ويليام لويس، إن التطور السريع للإجابات التي لا تحتاج إلى نقرة في محركات البحث "يشكل تهديدًا خطيرًا للصحافة لا ينبغي الاستهانة به".
وعلى الرغم من خسائر حركة المرور، زعمت "جوجل" أنها لا تزال تقوم بتوجيه حركة المرور إلى مواقع الأخبار من خلال البحث. وقال متحدث باسم "جوجل": "نرسل مليارات النقرات إلى مواقع الويب يوميًا، ولا يزال ربط المستخدمين بالإنترنت أولوية قصوى". وأضاف: "تُحسّن التجارب الجديدة، مثل نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي ووضع الذكاء الاصطناعي، عملية البحث، وتُوسّع نطاق الأسئلة التي يمكن للمستخدمين طرحها، ما يُتيح فرصًا جديدة لاكتشاف المحتوى".
الرئيس التنفيذي ورئيس تحالف وسائل الإعلام الإخبارية، دانييل كوفي، انتقد بشدة إطلاق "جوجل" لوضع الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي، ووصفته بأنه "سرقة". قال كوفي: "كانت الروابط آخر صفة إيجابية في البحث، وهي التي تُعطي الناشرين زيارات وإيرادات. أما الآن، فتستولي (جوجل) على المحتوى بالقوة وتستخدمه دون أي مقابل، وهو ما يُعرَّف بالسرقة، ويجب على وزارة العدل معالجة هذا الأمر لمنع استمرار هيمنة شركة واحدة على الإنترنت".
