أثار مقطع فيديو لوزير الثقافة السوري "محمد صالح" خلال زيارته إلى "معرة النعمان" في ريف "إدلب"، حيث سأل طفلاً في الصف الثاني الابتدائي عن أشعار لـ"أبي العلاء المعري"، ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
المقطع المتداول، والذي أرفق بعبارة "أيقن الوزير أنه أمام جيل مدمّر"، أثار استغراب البعض. واعتبر المنتقدون أن سؤال الوزير لم يكن مناسباً لعمر الطفل ولا يعكس بالضرورة حالة الجيل الذي نشأ في ظل الحرب والمعاناة.
الناشطة أشارت إلى أنه لو سأل الوزير الطفل المحرج عن الجهة التي حطمت تمثال أبي العلاء المعري، لعرف أن الجيل تحطم بسبب "الطغيان" و"الجهل والتكفير". في إشارة إلى تدمير تمثال المعري في مدينة "معرة النعمان" على يد مقاتلين "تكفيريين" بحجة أن التماثيل "أصنام".
في المقابل، رأت أن معظم سكان "المعرة" يعرفون "أبا العلاء"، وإذا كان الطفل لا يعرفه فقد يكون لسبب آخر، لكن هذا لا يعكس القاعدة العامة. وأضافت أن سؤال الوزير "ليس مشكلة كبيرة كما يراها معظم رواد السوشال ميديا"، لأنه مرتبط بتاريخ المنطقة وليس بالشعر كما تم تداوله.
أما ، فرأت أن الوزير يسأل طفلاً قد لا يعرف حتى كتابة اسمه بسبب تدهور التعليم. وأوضحت أن المناهج الدراسية لا تتناول الشعراء الكبار قبل الصف السابع، بينما يدرس طلاب المرحلة الابتدائية قصائد بسيطة وسهلة الحفظ. واعتبرت ذلك دليلاً على انفصال الوزير عن الواقع.
الكاتب قارن بين تعيين وزير الاتصالات لطفل كمتحدث رسمي باسم الوزارة، وبين ما وصفه بسخرية وزير الثقافة من طفل لا يعرف "المعري". واعتبر أن ذلك يعكس مستويين مختلفين من الوعي والإحساس بالمسؤولية.
العديد من التعليقات والمنشورات انتقدت سؤال الوزير "صالح"، معتبرة أنه لم يأخذ في الاعتبار الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال السوريون، وحرمان الكثيرين منهم من التعليم بسبب الحرب والنزوح. وأشار المنتقدون إلى أن النظام التعليمي نفسه يعاني من التدهور، مما يجعل من الطبيعي ألا يعرف الطفل من هو "المعري" أو يحفظ أشعاره.
كما أكدوا أن الأولوية يجب أن تكون لتوفير العلوم التي تخدم مستقبل الأطفال السوريين، بدلاً من التركيز على الماضي والشعر والفلسفة.
ما هو رأيكم في سؤال الوزير للطفل؟