أفادت مصادر أمنية سورية بأن الاشتباكات في جرمانا، قرب دمشق، اندلعت فجرًا إثر تجمع مسلحين من المليحة ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية في البلدة ذات الأغلبية الدرزية. وأعلنت وزارة الداخلية السورية عن تدخل وحدات من الأمن العام، مدعومة من وزارة الدفاع، لفض الاشتباكات بين مجموعات مسلحة داخل جرمانا ومحيطها.
أوضحت الوزارة أن الاشتباكات المتقطعة جاءت على خلفية تداول مقطع صوتي مسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أكد عنصر من الأمن العام لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات لم تقع بين الأمن والمسلحين الدروز من جرمانا، بل بين أهالي المليحة ومسلحين من الدروز عند مفرق النسيم. وأضاف أن الاشتباكات لم تصل إلى قلب جرمانا، وأن سبب إطلاق النار غير واضح.
نقلت وكالة «رويترز» عن عمال إنقاذ محليين أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 13 شخصًا. وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية، مصطفى العبدو، إن من بين القتلى اثنان من عناصر الأمن العام، وهي قوة أمنية جديدة تضم مقاتلين سابقين في المعارضة. ونفى العبدو مهاجمة مسلحين للبلدة، موضحًا أن مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجًا تعرض لإطلاق نار من مجموعات درزية.
أوضح الشيخ أبو صالح، المشرف على حاجز المسلحين الدروز عند مدخل جرمانا الشمالي، أن هناك اتفاقًا سابقًا مع الدولة على وجود 300 مسلح درزي محلي و100 عنصر من الأمن العام في الضاحية. وأشار إلى أن «فتنة» تسببت بأحداث أمس بسبب انتشار التسجيل المسيء، مؤكدًا أن التحريض الطائفي انطلق من أفراد في المليحة.
ذكرت قناة الإخبارية السورية أن المجموعات المسلحة قطعت الطرق ومنعت دخول المدنيين، مشيرةً إلى عدم دخول قوات الأمن المدينة حتى الآن، على الرغم من انتشار حواجز الأمن العام على مداخل جرمانا ومخارجها.
أوضح أبو صالح سبب إغلاق مدخل جرمانا، مشيرًا إلى عدم زيارة أي مسؤول رفيع المستوى للمدينة للاطلاع على احتياجاتها منذ الاتفاق مع الأمن العام. واعتبر أن «إغلاق الحواجز هو لتلافي أي ردة فعل، لأننا تعرضنا للهجوم من عدة محاور». وأكد أن الحل يكمن في زيارة وفود تمثل الدولة إلى جرمانا وتقديم ضمانات حقيقية، ثم إعادة استئناف العمل تدريجيًا بالاتفاق مع الأمن العام، من خلال التفاهم بين شيوخ ووجهاء المدينة ومسؤولي الدولة.