نشرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صوراً مفصلة للمذنب العابر بين النجوم "3 أي أطلس"، والذي يعتبر ثالث جسم مؤكد يزور نظامنا الشمسي قادماً من الفضاء النجمي البعيد. وقد حظيت هذه الظاهرة الفلكية النادرة باهتمام واسع في الأوساط العلمية.
أوضحت "ناسا" في بيان أن المذنب مرّ بالقرب من كوكب المريخ الشهر الماضي بسرعة فائقة، مؤكدة أن هذا المرور كان آمناً ولم يشكل أي تهديد. وقد تمكنت مركبات فضائية تابعة لـ "ناسا" من رصد المذنب وتوجيه كاميراتها بدقة عالية نحوه أثناء اقترابه لمسافة 18 مليون ميل (حوالي 29 مليون كيلومتر). تزامن ذلك مع عمليات رصد أجراها قمران صناعيان تابعان لوكالة الفضاء الأوروبية.
تشير البيانات الفلكية إلى أن المذنب يبعد حالياً حوالي 190 مليون ميل (ما يعادل 307 ملايين كيلومتر) عن الأرض. ومن المتوقع أن يسجل أقرب نقطة له من كوكبنا في منتصف كانون الأول المقبل على مسافة 167 مليون ميل (نحو 269 مليون كيلومتر)، قبل أن يغادر النظام الشمسي نهائياً.
في سياق متصل، تمكن مشروع التلسكوب الافتراضي في إيطاليا بقيادة "جيانلوكا ماسي" من التقاط صور دقيقة للمذنب، وذلك ضمن جهود علمية دولية مشتركة لرصد وتوثيق حركة هذا الزائر الكوني العابر.
تكمن أهمية هذا الحدث العلمي في كونه ثالث حالة مؤكدة لجسم قادم من فضاء نجمي آخر يتم رصده تاريخياً، بعد جرمي "أومواموا" عام 2017 و"بوريسوف" عام 2019. تتيح هذه الأجرام الكونية النادرة للعلماء فرصة استثنائية لتحليل مواد كيميائية تشكلت في أنظمة شمسية أخرى، مستفيدين من مساراتها المفتوحة وسرعاتها الهائلة التي تحررها من جاذبية الشمس لتعود إلى الفضاء السحيق، وفقاً لـ "ناسا".