"أنا المقدم حسين هرموش .. أعلن انشقاقي عن الجيش وانضمامي إلى صفوف شباب سوريا .. لحماية المتظاهرين العزّل" في مثل هذا اليوم عام 2011، وبعد أشهر قليلة من اندلاع الثّورة السوريّة، اتخذ الضّابط السّوري برتبة مقدم حسين هرموش، المنحدر من قرية إبلين بريف إدلب، موقفًا وصفه السوريّون آنذاك بالمشرّف والبطولي. ظهر هرموش في تسجيل مصوّر بدأه برفع هويته العسكرية وأعلن فيه انشقاقه عن قوّات النّظام، وانضمامه إلى صفوف شباب سوريا مع عدد من العناصر.
عقب انشقاقه، أسّس هرموش لواء "الضّباط الأحرار" الذي شكّل فيما بعد النّواة الأولى لـ"الجيش السّوري الحر" وقاد أوّل عمليّة مسلّحة ضد قوّات النّظام وذلك من خلال التّصدى لهجوم قوّات النّظام على منطقة جسر الشغور غربي إدلب، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 120 عنصرًا من قوّات النظام آنذاك.
وقال الهرموش في تصريحات له آنذاك، إنه انشق عن قوات النظام بسبب ما تشنّه من هجمات على مدنيين أبرياء لا يحملون بأيديهم سوى أغصان زيتون، مؤكدًا أن المحتجين في جميع المدن التي أرسل إليها لم يكونوا مسلحين على الإطلاق. وأضاف أن قوات النظام تلقت الأوامر بمنع حصول المظاهرات بأي ثمن وبإطلاق النار على الناس إذا تواصلت المظاهرات.
خرج هرموش إلى تركيا لإدارة العمليات العسكرية للواء الضباط الأحرار، بعد أن أصبح بقاءه في سوريا يشكل خطرًا على حياته، وفي صباح الاثنين 29 آب 2011 اختطف الهرموش من مخيم للضباط عبر عملية لا تزال تفاصيلها مجهولة، ثم ظهر بعد ذلك على شاشة تلفزيون النظام وعلامات التّعذيب واضحة على وجهه.
عقب اختطافه، اجتاحت قوات النظام قرية إبلين، مسقط رأس هرموش وهدمت 15 منزلًا لعائلته وأقاربه، واعتقلت عددًا من أبناء إخوته وأعيدوا جثثًا إثر التعذيب.
فيما بعد، أدلى نجل هرموش على مواقع التّواصل بنبأ استشهاد والده في سجن صيدنايا لما تلقّاه من تعذيب على يد قوّات النّظام في أقبية السّجن.
هرموش هو الأيقونة الأولى التي سجّلت فظائع أفعال النّظام في بدايات الثّورة السورية، حيث سيبقى هرموش سطرًا من سطور النصر التي جعلت شمس الحرية تشرق في البلاد.