في أجواء احتفالية بهيجة، استقبلت قلعة حلب التاريخية مساء أمس زوارها مجدداً، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسياحة. الحفل الذي نظمته وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة حلب، شهد حضوراً رسمياً وشعبياً واسعاً، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في حياة هذا المعلم الأثري العريق، وتأكيداً على تعافي المدينة وعودة الحياة إلى معالمها التراثية بعد سنوات من التحديات.
لم يكن هذا الافتتاح مجرد احتفال تقليدي، بل تجسيداً للنهضة التي تشهدها حلب في مختلف المجالات، العمرانية والخدمية والسياحية. وشمل الحفل عروضاً مرئية تحت عنوان "البرومات الوثائقية"، استعرضت أعمال ترميم وتأهيل قلعة حلب، بالإضافة إلى جولة مصورة في تاريخ وحضارة المدينة. كما تضمن الحفل عرض فيديو قصير استعاد ذكرى فناني حلب الراحلين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ سوريا.
ممثل وزارة السياحة، زياد البلخي، أكد خلال كلمته في حفل الافتتاح أن حلب تنبض بالحياة والثقافة رغم الصعاب، وأن قلعتها تمثل مزيجاً من المجد والعراقة والصمود. وأشار إلى أن كل زاوية في حلب تروي قصة سوريا وحضارتها العريقة، وأن السياحة هي رسالة سلام وفخر بالإرث والتنوع والجمال الذي تتمتع به البلاد.
من جهته، وصف وزير الثقافة، محمد ياسين الصالح، قلعة حلب بأنها صرح شامخ من صروح الحضارة السورية، وأن إعادة افتتاحها هو دليل على التعافي والصمود، مؤكداً أن الثقافة الأصيلة عصية على الاندثار رغم كل الظروف الصعبة.
بدوره، أشاد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، بتضحيات أبطال حلب، مؤكداً أن بفضلهم تقف القلعة شامخة اليوم، وأن حلب ستبقى منارة تاريخية يزهو بها الفرح.
أما محافظ حلب، عزام الغريب، فقد أكد أن قلعة حلب ليست مجرد حجارة صامتة، بل ذاكرة حية، شهدت مرور الغزاة واندحارهم، وأن أسوارها كُتبت عليها رسائل المجد. وأضاف أن إعادة افتتاح القلعة هو بمثابة إعلان للعالم بأن حلب لا تنكسر، وأنها قادرة على النهوض من جديد.
وتضمن الاحتفال الذي استمر لمدة يومين معارض تراثية سلطت الضوء على الصناعات التقليدية التي تشتهر بها حلب، بالإضافة إلى وصلات غنائية تراثية قدمها الفنان عبد الكريم حمدان، وفرق موسيقية متنوعة، وعزف منفرد للفنان يامن جذبة وفرقة بساطة الموسيقية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية