الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 05:42 PM

حلب: تغيير أسماء مدارس يثير جدلاً.. رموز وطنية وثقافية تُحذف وتستبدل بأسماء دينية

حلب: تغيير أسماء مدارس يثير جدلاً.. رموز وطنية وثقافية تُحذف وتستبدل بأسماء دينية

أثار قرار صادر عن مديرية التربية في حلب يقضي بتغيير أسماء 128 مدرسة، واستبدال أسماء لرموز من التاريخ السوري بأسماء جديدة، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

سناك سوري _ حلب

القرار، الذي تداولته صفحات محلية، أثار استياءً خاصاً بعد استبدال اسم مدرسة "نزار قباني" باسم "حذيفة بن اليمان". وعبر ناشطون عن استغرابهم من حذف اسم الشاعر السوري الأشهر في العصر الحديث، الذي كرس حياته للكتابة عن الوطن ومهاجمة الاستبداد، ودفع ثمن ذلك سنوات طويلة في المنافي.

كما شمل القرار استبدال اسم مدرسة "حسن الخراط" بـ"الصفوة"، علماً بأن "الخراط" يعتبر من رموز الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، حيث قاد معارك في الغوطة الشرقية واستشهد عام 1925.

وقامت المديرية أيضاً بحذف اسم "فوزي الجسري" واستبداله بـ"العلياء"، على الرغم من رمزية الاسم في مدينة حلب، حيث كان "الجسري" لاعب كرة قدم في صفوف نادي "الأهلي" واستشهد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب تشرين عام 1973.

كما أزيل اسم "فايز منصور" واستبدل باسم "السراج المنير"، في حين يُعد "منصور" من أبرز الطيارين الذين واجهوا القوات الإسرائيلية، ويُلقب بـ"ثعلب الجو السوري" لما حققه من بطولات في إسقاط الطائرات الإسرائيلية قبل استشهاده في الأجواء اللبنانية عام 1970.

ومن بين التغييرات الأخرى اللافتة، حذف اسم "عائشة الدباغ" ليصبح اسم المدرسة "شارع النيل"، بينما يخلد التاريخ اسم "عائشة الدباغ" كأول امرأة مثلت محافظة حلب في مجلس الشعب، واشتهرت بمساهماتها الأدبية والشعرية وعملها في التدريس.

في المقابل، تم اختيار أسماء جديدة للمدارس مثل "فجر الإسلام" و"المصباح المنير" و"بدر الكبرى" و"نور اليقين" و"السراج المنير" و"أولي العزم"، بالإضافة إلى أسماء شخصيات من التاريخ الإسلامي مثل "الإمام الغزالي" و"أحمد بن حنبل" و"جعفر الطيار" و"مالك بن دينار" و"أبو الدرداء" وغيرها.

الجدير بالذكر أن هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لمديريات التربية في عدة محافظات اتخاذ قرارات مماثلة غيرت أسماء المدارس، ضمن حملة لإزالة رموز النظام السابق. إلا أن هذه القرارات غالباً ما كانت تغير أسماء المدارس بالجملة دون تمييز بين الأسماء التي تحمل رمزية وطنية وتلك التي تعتبر من رموز النظام، في ظل غياب للمعايير الواضحة.

ويرى البعض أنه لا يمكن اعتبار شخصيات مثل "حسن الخراط" و"نزار قباني" و"فايز منصور" و"فوزي الجسري" من رموز النظام السابق، وأن عدم تقدير مكانتهم في التاريخ السوري أمر غير مقبول.

وفي وقت سابق، طلبت مديرية تربية دمشق من الوزارة تغيير اسم مدرسة وتحويلها لمدرسة "السفيرة الثانية"، ما أثار موجة احتجاجات وانتقادات دفعت الوزارة للتراجع عن القرار وإبقاء اسم "ونوس" على المدرسة.

وتثير مثل هذه الإجراءات مخاوف من فرض هوية معينة على المدارس والطلاب، وتعميم صبغة دينية وفكرية على الملف التعليمي.

مشاركة المقال: