الأحد, 17 أغسطس 2025 09:53 PM

«حماس» تعلن استعدادها لقبول مقترح الهدنة الأخير في غزة دون تعديلات وسط حراك دولي

«حماس» تعلن استعدادها لقبول مقترح الهدنة الأخير في غزة دون تعديلات وسط حراك دولي

في تطور لافت، أعلنت حركة «حماس» عن استعدادها لقبول مقترح الهدنة الأخير في قطاع غزة دون أي تعديلات. يأتي هذا الإعلان بعد جلسة مفاوضات في القاهرة وصفت بأنها «مشدودة»، وشهدت، بحسب بعض المصادر، «خلافات» في وجهات النظر بين فصائل فلسطينية وحركة «حماس».

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة من داخل «حماس» وخارجها لـ«الشرق الأوسط»، أن الوفد التفاوضي الذي يقوده خليل الحية، أبلغ الوسطاء في مصر وقطر، بموافقة الحركة على العودة إلى مقترح اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، بالصيغة الأخيرة التي قدمها الوسطاء، والتي تتضمن تحديد أماكن إعادة تمركز القوات الإسرائيلية وإطلاق سراح 10 مختطفين إسرائيليين، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة النهائية فور تنفيذ هذه المرحلة.

وأوضحت المصادر أن «حماس» وضعت الكرة في ملعب إسرائيل، مطالبة إياها بتحديد موقفها من المقترح الذي سبق أن أعلنت موافقتها عليه قبل أن تقدم الحركة تعديلات بشأنه. وأشارت إلى أن إبلاغ الحركة للوسطاء بموقفها الجديد يعني تراجعها عن التعديلات التي كانت قد وضعتها بشأن الانسحاب، وبعض المطالب المتعلقة بالإفراج عن أسرى فلسطينيين من عناصر الحركة وجناحها العسكري.

وأكدت المصادر أن هذا الموقف اتخذته الحركة ليس نتيجة ضغوط من الفصائل الفلسطينية، بل لشعورها بضرورة وقف المخطط الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها، ما قد يؤدي إلى تفريغ المدينة وشمالها من السكان وإعادة الاستيطان فيها، في إطار خطة إسرائيلية واسعة تشمل غزة والضفة الغربية، وفقاً للمخططات التي أعلن عنها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وأفادت المصادر بأن تركيا وقطر ومصر أبلغت الولايات المتحدة بالموقف الجديد للوفد التفاوضي، وأن هناك تحركات تهدف إلى الضغط لإعادة مسار المفاوضات، بهدف الوصول إلى مرحلة ثانية لوقف الحرب بشكل كامل ضمن صفقة شاملة.

ولم يتضح بعد كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا الموقف، خاصة وأنها اتفقت مع الولايات المتحدة على خطة جديدة تهدف إلى الوصول إلى صفقة شاملة للإفراج عن جميع المختطفين ونزع سلاح الحركة والفصائل، وإخراج «حماس» من المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الحرب، والبحث عن بديل لحكم القطاع.

وذكرت القناة «12» العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تسلم وثيقة رسمية تظهر استعداد «حماس» للتوصل إلى صفقة جزئية بشكل فوري، مشيرة إلى أن قادة الأجهزة الأمنية وبعض الجهات في حكومته يدعمون هذا الخيار بدلاً من المزيد من الخطط العسكرية التي قد تؤثر على حياة المختطفين.

وبحسب الوثيقة، فإن «حماس» غيرت مواقفها التي طرحتها قبل 3 أسابيع وتسببت في انهيار المحادثات، وأن قادة الأجهزة الأمنية أكدوا ضرورة استغلال الفرصة الجديدة بتراجع الحركة عن مواقفها المعدلة على المقترح الأخير.

ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن الوسطاء نقلوا إلى إسرائيل رسالة مفادها أن «حماس» مستعدة حالياً لصفقة جزئية، داعين تل أبيب إلى العودة للمفاوضات مجدداً بعد انهيارها مؤخراً. وأشارت الصحيفة إلى وجود خلافات في المواقف داخل إسرائيل، حيث يرى البعض أن الحركة تحاول وقف خطة احتلال غزة بوصفها مناورة سياسية، بينما يرى آخرون أنه لا ينبغي لإسرائيل تأجيل المفاوضات بشأن صفقة جزئية قد تؤدي إلى إطلاق سراح 10 مختطفين أحياء.

ويؤيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، وقادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس جهاز «الموساد» ديدي برنياع، فكرة الصفقة الجزئية، فيما يعارضها رئيس وفد التفاوض، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي رشحت أنباء عن إمكانية استقالته من مهمة قيادة الوفد.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه في حال كانت «حماس» مستعدة للدخول في مفاوضات بشأن اتفاق جزئي، فإن المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابنيت) هو من سيتخذ القرار في هذا الشأن.

الوضع الميداني

تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية براً وجواً، وتقدمت قوات برية في بعض أجزاء جنوب وغرب حيي الزيتون والصبرة، جنوب مدينة غزة، مع استمرار عمليات نسف المنازل والمباني في تلك المناطق، وكذلك في وسط وجنوب وشمال خان يونس جنوب القطاع.

وبدأت إسرائيل عمليتها بحيي الزيتون والصبرة بشكل غير معلن منذ أيام، قبل أن تعلن عنها رسمياً مساء الجمعة، في إطار ما يبدو أنه احتلال لمدينة غزة وفصلها عن وسط وجنوب القطاع.

وقتل منذ فجر السبت وحتى ساعات ما بعد الظهيرة ما لا يقل عن 20 فلسطينياً، في غارات جوية طالت بعضها خياماً للنازحين بخان يونس ومدينة غزة، بينما قتل نحو 9 من منتظري المساعدات في شمال ووسط القطاع.

وانتشل جثمان الصحافية مروة مسلم بعد 44 يوماً على قصف منزلها في حي التفاح، وانتشل برفقتها 5 من أشقائها.

وإنسانياً، ما زالت الأوضاع تزداد صعوبة في ظل استمرار نهب المساعدات المدخلة إلى القطاع، وعدم تأمينها وتوزيعها بشكل آمن على مستحقيها.

وحسب وزارة الصحة في غزة، فقد سجل خلال الـ24 ساعة الماضية 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية منهم طفل، ما يرفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 251، من بينهم 108 أطفال.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الشرق الأوسط

مشاركة المقال: