الأحد, 23 نوفمبر 2025 06:57 PM

حمص: جريمة قتل تهزّ المدينة وتثير مخاوف من فتنة طائفية وتدخل أمني مكثف

حمص: جريمة قتل تهزّ المدينة وتثير مخاوف من فتنة طائفية وتدخل أمني مكثف

تشهد محافظة حمص في وسط سوريا حالة من التوتر الشديد، وذلك على خلفية جريمة مروعة تمثلت في مقتل زوجين وكتابة شعارات طائفية بدمائهما. وقد استدعى هذا الحادث تدخلًا فوريًا من قبل قوات الجيش والأمن الداخلي لاحتواء الوضع ومنع تفاقمه.

صباح يوم الأحد الموافق 23 من تشرين الثاني، عُثر على جثتي رجل وزوجته داخل منزلهما في بلدة زيدل، الواقعة جنوب مدينة حمص. وقد صُدم الأهالي بوجود شعارات طائفية مكتوبة بدم الضحيتين على جدران المنزل.

وفي تصريح له، أوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، مرهف النعسان، أن الجريمة استهدفت زرع الفتنة بين السكان، مشيرًا إلى أن العبارات الطائفية التي عُثر عليها في مسرح الجريمة تؤكد هذا الهدف. وأضاف أن الزوجة قُتلت حرقًا.

وفور تلقي البلاغ، باشرت الجهات المختصة إجراءاتها القانونية اللازمة، حيث قامت بتطويق مكان الحادث وجمع الأدلة وفتح تحقيق موسع لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وأكد بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية، نُشر على صفحتها في “فيسبوك”، اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان استقرار المنطقة.

ووصف النعسان الجريمة بأنها “نكراء”، مؤكدًا أن الهدف منها هو إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع. ودعا الأهالي إلى التحلي بضبط النفس وتفويت الفرصة على مثيري الفتن، مطالبًا إياهم بترك التحقيقات في يد قوى الأمن الداخلي التي تتابع مهامها بـ”مسؤولية وحيادية” لضبط الجناة وفرض الأمن.

ارتدادات الحادثة

أفاد ناشط من مدينة حمص، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، بأن الزوج المقتول ينتمي إلى قبيلة بني خالد، التي تتبع لعشيرة الناصر. وقد أدى ذلك إلى هجوم من قبل أبناء عشائر البدو على أحياء “المهاجرين” و”المضابع” و”الأرمن” في مدينة حمص، مما تسبب في خسائر مادية، مثل حرق وتكسير السيارات وعمليات نهب وإشعال النار في الطرقات، بالإضافة إلى هجوم على المدنيين، وذلك في إطار ما وصفها الناشط بعملية انتقام لمقتل الزوجين.

وأكد الناشط وقوع إصابات نتيجة الهجوم على الأحياء المدنية، بالإضافة إلى انقطاع المواصلات في تلك الأحياء. وقد تدخلت قوى الأمن الداخلي لضبط الموقف وفرض حظر تجول في الأحياء التي تعرضت للهجوم.

تدخل أمني

أوضحت وزارة الداخلية في بيان لها أن بلدة زيدل وعدة مناطق جنوب مدينة حمص تشهد تعزيزًا أمنيًا مكثفًا، حيث باشرت قوى الأمن الداخلي رفع مستوى الجاهزية وتنفيذ انتشار مكثف داخل هذه المناطق ومحيطها، وذلك لضمان الأمن وحماية الاستقرار ومنع أي استغلال للحادثة لإثارة الفتنة.

وذكرت “الإخبارية السورية” أن الأمن الداخلي في حمص فرض حظر تجوال في المدينة اعتبارًا من الساعة 5 مساءً وحتى الساعة 5 صباحًا.

تجدر الإشارة إلى أن بلدة زيدل تقع على أطراف مدينة حمص الشرقية الجنوبية، وتضم خليطًا من السكان المسيحيين والسنة.

حوادث متتالية في حمص

تشهد أحياء ومدن ريف حمص حوادث قتل متتالية، وسط غياب للدور الأمني الفاعل، بحسب الأهالي. ومن بين آخر هذه الحوادث مقتل الشابين وسام ضاهر العلي (23 سنة) ومحمد صالح العلي (24 سنة) رجمًا بالحجارة في قرية أبو حكفة بريف حمص الشرقي في 21 من تشرين الثاني. وقبل ذلك، تعرضت معلمة لحادثة قتل إثر استهدافها بقنبلة يدوية أمام منزلها، مما أدى إلى وفاتها فورًا في حي الوليد بريف حمص.

مشاركة المقال: