الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 01:48 AM

حملة "أبشري حوران": مبادرة وطنية ضخمة لإعادة الإعمار والتكافل تنطلق من بصرى الشام

حملة "أبشري حوران": مبادرة وطنية ضخمة لإعادة الإعمار والتكافل تنطلق من بصرى الشام

في مبادرة وطنية رائدة تعكس روح التكافل المجتمعي، انطلق مؤتمر صحفي اليوم الإثنين للكشف عن تفاصيل حملة "أبشري حوران". وتهدف الحملة، التي ستنطلق يوم السبت المقبل من مدرج بصرى الشام الأثري، إلى أن تكون الأكبر من نوعها في الجنوب السوري، حيث تسعى إلى إعادة بناء البنية التحتية الأساسية وإحياء الأمل في مجتمعات حوران التي عانت من الدمار.

ما الذي تنتظره أرض الخير والشهامة؟

بهذا السؤال المحوري، استهل مازن الخيران، مدير حملة "أبشري حوران"، فعاليات المؤتمر، قائلاً: "نطرح اليوم سؤالًا يتردد في أذهان كل أبناء حوران: ما الذي تنتظره أرض الخير والشهامة؟" وأضاف: "هل نشهد اليوم لحظات مماثلة لتلك التي شهدتها الثورة السورية، عندما لبت حوران النداء دون تردد؟ نعم، اليوم نجدد النداء، ليس للثورة فحسب، بل لبناء الوطن".

وأعلن الخيران أن الهدف المالي للحملة يبلغ 32 مليونًا و740 ألف دولار أمريكي، سيتم تخصيصها للقطاعات الحيوية الثلاثة: التعليم، الصحة، والمياه، بهدف تحقيق تغيير حقيقي في المحافظة. وأكد الخيران: "نحن لا نطلب، بل ننادي. أبشري حوران، فأبناؤك لن يخذلوك أبدًا".

تفاصيل التمويل:

  • قطاع التعليم: 12 مليونًا و200 ألف دولار
  • قطاع الصحة: 11 مليونًا و170 ألف دولار
  • قطاع المياه: 9 ملايين و423 ألف دولار

وأوضح أن هذه الأرقام تستند إلى دراسات ميدانية دقيقة تهدف إلى تغطية احتياجات أكثر من 300 قرية ومدينة في درعا.

الشفافية: حجر الزاوية

أكد المهندس مهند الحهماني، مدير المشاريع في الحملة، على أهمية الشفافية والمساءلة، مشيرًا إلى أن "الثقة التي يمنحها أبناء حوران هي أمانة لا يمكن التفريط بها". وأوضح أن نظام الشفافية يعتمد على عدة محاور رئيسية:

  • تشكيل لجنة أمناء عليا تضم ممثلين عن المحافظة، والمانحين، والمجتمع المدني، لمتابعة تنفيذ المشاريع وتدفق الأموال.
  • لجنة رقابية مشتركة برئاسة الأستاذ أدهم الحريني، رئيس فرع درعا لهيئة الرقابة والتفتيش، لمراقبة جميع الإجراءات المالية والإدارية.
  • لجان رقابية خماسية في كل منطقة إدارية، تضم ممثلين عن المجتمع المحلي، لضمان الشفافية على المستوى الميداني.
  • تقارير دورية كل ثلاثة أشهر، تُنشر علنًا وتتضمن بيانات مالية وصورًا ومقاطع فيديو توثق الإنجازات.
  • توثيق إعلامي شامل يغطي كل مرحلة من الحملة، من جمع التبرعات إلى تنفيذ المشاريع، عبر منصات رقمية وقنوات إعلامية متعددة.

آلية التنفيذ: شفافة ومهنية

أكد الحهماني أن إدارة الأموال والمشاريع ستخضع لرقابة صارمة، مع اعتماد معايير خاصة للشركات المقاولة الراغبة في المشاركة، بما في ذلك الشفافية المالية والخبرة السابقة والالتزام بالجودة. كما سيتم الإعلان عن المناقصات بشكل علني وتوثيق كل خطوة عبر نظام رقمي متكامل.

طرق التبرع: متنوعة وسهلة

أعلن القائمون على الحملة عن بدء جمع التبرعات فورًا، مع إطلاق ثلاث آليات رئيسية:

  • التبرع الفوري في المساجد، بدءًا من صلاة الجمعة 29 آب، عبر صناديق مفتوحة تُوضع في المساجد الكبرى.
  • التبرع المباشر في التجمعات الشعبية، عبر خيم وفعاليات تُنظم في القرى والمدن.
  • التبرع الإلكتروني عبر روابط رقمية تُستخدم تقنيات الدفع الإلكتروني الحديثة، بما في ذلك تطبيق "شام كاش" وحلول "كراوت خون"، مع تحويل مباشر وآمن.

كما تم تشكيل مجموعات واتساب أهلية في كل منطقة لتيسير التواصل وجمع التبرعات بشكل منظم.

الانطلاقة الرسمية: 30 آب من مدرج بصرى الشام

ستنطلق الحملة رسميًا في 30 آب (أغسطس)، الساعة 7:30 مساءً، من مدرج بصرى الشام الأثري، الموقع الأثري العالمي، كرمز لاستمرارية العطاء والهوية الحورانية. وسيتم نقل الفعالية مباشرة عبر البث الحي لتصل إلى الملايين في الداخل والخارج.

رسالة أمل

في ختام المؤتمر، وجه القائمون على الحملة رسالة واضحة: "كما ساهمت حوران يومًا في معركة الحرية والكرامة، ستساهم اليوم في معركة البناء والنهضة". الحملة ليست مجرد جمع تبرعات، بل هي مشروع وطني للتكافل الاجتماعي، يعيد بناء الثقة ويعيد صياغة مستقبل الجنوب السوري.

مشاركة المقال: