خبير عسكري: تهريب المخدرات عبر الحدود الغربية للأردن أصبح منظمًا ودور إسرائيل تحت المجهر

قال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني، نضال أبوزيد، إن تزايد محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود الغربية للأردن المشتركة مع إسرائيل والأراضي الفلسطينية يحمل أبعادًا زمانية وجغرافية. وأوضح في تصريح خاص أن هناك تنسيقًا بين عصابات تهريب تنشط في منطقة سيناء المصرية وإسرائيل، مع وجود ما وصفه بتغاضي الجانب الإسرائيلي عن هذه الأنشطة الحدودية.
وأشار أبوزيد إلى وجود خط تهريب واضح للمهربين يمتد من سيناء وعبر الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة وصولًا إلى وادي عربة جنوب الأردن، مبينًا أن هذه العمليات منظمة. وأكد أن الأردن يسيطر على محاولات التهريب بمنهجه الدفاعي، حيث يعتمد في الوقت الراهن على قواعد الاشتباك التقليدية، مع احتمال اللجوء إلى تطوير هذه القواعد إذا ما تطورت أساليب التهريب.
وأوضح أن محاولات التهريب في المنطقة الغربية تقتصر على المخدرات، خاصة "الكوكايين"، التي تُمرر نحو دول الخليج، وليست للاستهلاك المحلي في الأردن. كما أشار إلى أن عدم ضبط الجانب الإسرائيلي لهذه النشاطات ينفي تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن تأمين الحدود بين البلدين.
وبيّن أبوزيد أن محاولات التهريب على الحدود الشمالية مع سوريا والشرقية مع العراق قد انخفضت مؤخرًا، مرجحًا أن ذلك يعود للتنسيق الأمني الأردني مع الإدارة السورية الجديدة عقب سقوط النظام السابق في دمشق. كما أن التفاهمات بين عمّان ودمشق أسفرت عن إنشاء غرفة عمليات أمنية واستخباراتية مشتركة. واستند أبوزيد إلى جمع المعلومات الاستخباراتية عن مهربي الحدود الشمالية، مشيرًا إلى أن العصابات أصبحت أقل تنظيمًا مقارنة بالفترة السابقة.
وفي سياق مرتبط، رصدت القوات المسلحة الأردنية من ديسمبر 2024 وحتى أبريل 2025، 18 محاولة تهريب مخدرات عبر الواجهة الغربية، بينها محاولة باستخدام طائرة مسيرة. وعلى الحدود الشمالية والشرقية، تم ضبط 9 محاولات تضمنت اشتباكات، أسفرت عن مقتل بعض المهربين، وضبط أسلحة ومواد مخدرة مثل "الكريستال" و"الكلاشينكوف".
كما شهد مؤتمر دول الجوار السوري في عمان إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب، تضم دولًا إقليمية. وأكد أبوزيد أن الأردن يمتلك إمكانيات رقابية متطورة لرصد نشاط التهريب، مشيرًا إلى أن أغلب المواد المهربة ليست منتجة محليًا وتستهدف المرور إلى دول الخليج العربي.