اقترح الخبير والاستشاري في إدارة المشاريع، المهندس سامر العاصي، خطة شاملة لمواجهة أزمة نقص المياه التي تعاني منها العاصمة دمشق. تهدف الخطة، التي تمتد حتى العام 2027، إلى تأمين الحد الأدنى من الأمن المائي لمدينة دمشق ومحيطها، خاصة خلال فترات الجفاف، وتخفيف الاعتماد على مصادر غير مضمونة مثل الأمطار ونهر بردى.
أوضح العاصي في مقال على موقع "الاقتصاد اليوم" أن الخطة تقوم على تقسيم العاصمة إلى مناطق توزيع مائي منتظمة، بحيث تحصل كل منطقة على المياه يوماً أو يومين في الأسبوع حسب الإمكانيات. وتشمل الخطة أيضاً تركيب عدادات إلكترونية ذكية في المناطق التي تسجل استهلاكاً مرتفعاً، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق وخط ساخن للإبلاغ الفوري عن الأعطال والتسربات، مع إنشاء فرق تدخل سريع لصيانتها.
ومن الحلول المقترحة أيضاً، حفر آبار جوفية في مناطق مثل الغوطة والقلمون بإشراف الدولة، مع رقابة دقيقة على نوعية المياه وكميات الضخ. كما تتضمن الخطة إنشاء محطة معالجة مياه صرف صحي بسعة 100 ألف متر مكعب يومياً لاستخدام المياه المعالجة في ري الحدائق وغسل الشوارع.
إضافة إلى ذلك، تسعى الخطة إلى نشر نظام حصاد مياه الأمطار عبر خزانات في المؤسسات الحكومية والمدارس، مع دعم مالي للأسر لتركيب خزانات منزلية. كما أشار إلى أن الخطة لا تغفل أهمية دور المواطن، حيث تقترح إطلاق حملات إعلامية متواصلة في التلفزيون والإذاعة، إلى جانب تنظيم مسابقات مدرسية ونشر كتيبات وملصقات توعوية حول أهمية ترشيد المياه.
ولفت المهندس سامر العاصي إلى أنه بعد تراجع الموارد الطبيعية، وارتفاع الطلب السكاني، وسنوات من الإهمال البنيوي، تبدو دمشق على عتبة تحدٍّ مائي حقيقي، لكنه رأى أن هذه الخطة تمثل بارقة أمل إذا ما تم تطبيقها بدقة وبالتعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي والدولي.