السبت, 29 نوفمبر 2025 12:08 AM

دانيالا محمد لطش: شاعرة سورية تسبر أغوار الوجدان وتلامس قضايا المجتمع بقلمها

دانيالا محمد لطش: شاعرة سورية تسبر أغوار الوجدان وتلامس قضايا المجتمع بقلمها

فادية مجد: بصمت الشاعرة والكاتبة دانيالا محمد لطش المشهد الأدبي ببصمة خاصة، منطلقة من مدينة طرطوس الساحلية، حاملة معها شغف الكلمة ودفء البحر. استطاعت أن تأسر القارئ بحسها المرهف، وأن تحول مشاعرها إلى قصائد تحاكي الإنسان وتعالج قضايا المجتمع بصدق، لتصبح قصائدها مرآة تعكس الوجدان الأنثوي النابض، وصوتاً أدبياً يعبر عن الحب والمرأة والوطن، بلغة سلسة وعذبة تبقى في الذاكرة.

تصف الكاتبة لطش الكتابة بالشغف والرسالة قائلة: "منذ طفولتي، تميزت بموهبة كتابة الإنشاء، وكنت مغرمة بقراءة الشعر. بدأت بكتابة الخواطر، ثم أغاني الأطفال، قبل أن تتنوع كتاباتي لتشمل النثر والزجل والقصص القصيرة." وأضافت: "لم تكن الكتابة مجرد هواية، بل تحولت إلى شغف ورسالة، حيث أجد نفسي أترجم كل إحساس أو موقف إلى نص أدبي، في لحظات لا يملك فيها الإنسان سوى القلم للتعبير أو الدفاع."

وتشير لطش إلى أنها اختارت الشعر المحكي في البداية لقربه من الناس وقدرته على التعبير بسلاسة، مما جعلها تتنقل بين اللهجات وتتنوع في المواضيع. وتذكر أن أولى قصائدها كانت بعنوان "فنجاني" باللهجة المصرية، كتبتها مستوحاة من أغنية "قارئة الفنجان" لنزار قباني بعد رؤيتها لفنجان صديقتها المقلوب.

وعن تجربتها الشعرية، تقول إنها غنية وممتعة، مؤكدة إيمانها بأن القصيدة تختار هويتها بنفسها، كأنها تحمل جيناتها الخاصة. وتوضح أنها تكتب الشعر كحالة وجدانية ورسالة اجتماعية، فتعبر عن مشاعرها أو مشاعر الآخرين، وتكتب عن قضايا المرأة، مثل صراع المرأة في ظل زواج فاشل في قصيدة "اغتصاب المشاعر باسم القانون"، وعن التعايش بين الطوائف في قصيدة "بالحب تتوحد الأديان"، وعن التضامن مع أهل غزة ضد الاحتلال، وغيرها من المواضيع.

تفضل لطش الشعر المحكي في المواضيع الاجتماعية لأنه يخاطب جميع الفئات الثقافية وشرائح المجتمع، مبينة أن أغلب القراء يفضلونه. كما تجمع بين الشعر والخواطر والقصص على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لم تدمجهم في كتاب واحد بعد، وتفكر بإدراج بعض القصائد ضمن روايتها القادمة لتتماشى مع مجرياتها.

صدر للشاعرة ديوانان هما "شتاء الكرز"، وهو قصائد وجدانية تخاطب المرأة والمجتمع، وديوان "يعانقني الشوق"، وهو مجموعة من القصائد العاطفية التي تتأرجح بين نعيم الحب وجحيمه، والذي تعتبره نقطة تحول في مسيرتها الأدبية.

أما مشاريعها الجديدة فتتضمن مجموعة قصصية بعنوان "حكايا الناس في الكرّاس"، وتتناول قصصاً تحمل عبراً متنوعة، ورواية بعنوان "وهجرت الجزيرة"، ستخرج للنور قريباً.

(أخبار سوريا الوطن2-الحرية)

مشاركة المقال: