تعتبر صناعة دبس الرمان تقليداً غذائياً متوارثاً في ريف طرطوس، حيث يحرص الأهالي على استغلال موسم الرمان في أواخر أيلول وبداية تشرين الأول لتحضير هذا المنتج الطبيعي الذي يدخل في تحضير العديد من الأطباق التقليدية.
تمثل هذه العملية جزءاً من الموروث الثقافي، حيث تشارك فيها العائلات، وتنفذ بخطوات دقيقة تبدأ بقطف الثمار، وتنتهي بتعبئة الدبس في زجاجات للاستخدام أو البيع.
تقول أم أحمد، وهي من السيدات اللواتي اعتدن على تحضير دبس الرمان سنوياً: "إن طريقة تحضير دبس الرمان تبدأ بغسل الثمار جيداً من الغبار وتجفيفها، ثم يتم تفريط الحبات باستخدام اليد أو الطرق على القشرة الخارجية بأداة خشبية، ثم توضع الحبات في الخلاط الكهربائي على دفعات لسحقها بالكامل، ثم يصفى العصير باستخدام كيس من الخام لعزل البذور".
وتضيف أم أحمد: "بعد تصفية العصير، يوضع في إناء كبير على الموقد، ويترك ليغلي لمدة تصل إلى نحو سبع ساعات، مع التحريك كل ربع ساعة وإزالة الطبقة البيضاء التي تتشكل على سطح المزيج، حتى يتشكل لدينا قوام لزج سميك يعرف بالدبس، وهنا نقوم بإطفاء النار تحت الإناء وتركه حتى يبرد، ومن ثم يعبأ في زجاجات نظيفة وجافة ليُستخدم لاحقاً في تحضير الأطعمة".
وعن استخدامات دبس الرمان، أشارت أم أحمد إلى أنه يستخدم في العديد من الأطباق مثل السلطة والفتوش والملفوف والكباب والقرنبيط والباذنجان والبامياء، ويفضل النوع "اللفاني" من الرمان لصناعته، لأنه يجمع بين الحلاوة والحموضة، لافتة إلى أن كل 13 كيلوغراماً من الرمان تُنتج كيلوغراماً واحداً فقط من الدبس، ولكن رغم الجهد والتكلفة، تحرص الأسر على تحضيره سنوياً لما له من فوائد صحية، ولأنه عادة جميلة توارثوها عن الأمهات والجدات، كما أن بعض العائلات تقوم ببيع الكميات الزائدة منه في أسواق المدينة، ما يُشكل مصدر دخل إضافياً في موسم الرمان.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_الحرية