الثلاثاء, 24 يونيو 2025 02:17 AM

دراسة تحذر: الاعتماد المفرط على "شات جي بي تي" يضعف الذاكرة وقدرات التعلم

دراسة تحذر: الاعتماد المفرط على "شات جي بي تي" يضعف الذاكرة وقدرات التعلم

كشفت دراسة حديثة عن أن الإفراط في استخدام روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، التابع لشركة "OpenAI"، يؤثر سلبًا على مهارات التفكير النقدي.

أجرى باحثون من مختبر "MIT Media Lab" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية ويلسلي، وكلية ماساتشوستس للفنون والتصميم، دراسة استمرت أربعة أشهر، توصلت إلى أن مستخدمي النماذج اللغوية الكبيرة، مثل "شات جي بي تي"، أظهروا أداءً ضعيفًا على المستويات العصبية واللغوية والسلوكية.

وشمل ذلك انخفاضًا في نشاط الدماغ لدى المشاركين، وتراجع الشعور بالقدرة على التأليف والإبداع، بالإضافة إلى عدم القدرة على تذكر ما كتبوه، حتى عند منعهم من استخدام النماذج اللغوية الكبيرة، وفقًا لتقرير نشره موقع "Mashable" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.

وأكدت الدراسة، التي لم تخضع لمراجعة الأقران، أن الاعتماد على "شات جي بي تي" والنماذج اللغوية الكبيرة الأخرى يمكن أن يضعف الذاكرة والتعلم.

قامت الدراسة بتقسيم 54 مشاركًا إلى ثلاث مجموعات، وكُلِّفت كل مجموعة بكتابة مقالات مشابهة لاختبار "SAT" على مدار ثلاث جلسات. يُذكر أن اختبار "SAT" هو اختبار معياري أميركي يُستخدم كجزء من متطلبات القبول في الجامعات الأميركية.

استخدمت إحدى المجموعات "شات جي بي تي" (مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة)، بينما استخدمت المجموعة الثانية بحث غوغل (مجموعة محركات البحث)، ولم يُسمح للمجموعة الثالثة باستخدام أي أدوات (مجموعة الدماغ فقط).

وفي جلسة رابعة إضافية ضمت 18 مشاركًا، طُلِب من مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة كتابة مقال دون استخدام "شات جي بي تي"، بينما سُمح لمجموعة "الدماغ فقط" باستخدامه.

قام الباحثون بقياس نشاط أدمغة المشاركين أثناء كتابتهم للمقالات باستخدام تخطيط كهربية الدماغ، وحللوا المقالات باستخدام معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، كما خضعت المقالات للتقييم من قِبل الذكاء الاصطناعي والبشر.

اكتشف الباحثون انخفاضًا حادًا في "الاتصال في نطاق موجات ألفا" لدى مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة، وهو مقياس للقدرات المعرفية للدماغ مثل الذاكرة ومعالجة اللغة، مقارنةً بمجموعة "الدماغ فقط".

وقد ظهر ذلك بوضوح عندما طُلِب من المشاركين الاستشهاد بما كتبوه في مقالاتهم السابقة. وجاء في الورقة البحثية للدراسة: "مستخدمو النماذج اللغوية الكبيرة أدوا بشكل ملحوظ بمستوى أقل بكثير في هذا المجال، حيث أبلغ 83% من المشاركين عن صعوبة في الاقتباس في الجلسة الأولى، ولم يقدم أي منهم اقتباسات صحيحة".

وفي الجلسة الرابعة، عندما اضطرت المجموعة التي استخدمت "شات جي بي تي" سابقًا لكتابة مقال من دونه، استمر المشاركون في مواجهة صعوبة في اقتباس أي شيء مما كتبوه سابقًا.

ويشير هذا إلى أن المشاركين لم يكونوا يحتفظون فعليًا بما كتبوه أو استخلصوه من "شات جي بي تي". في الواقع، بحلول الجلسة الثالثة، أفاد الباحثون أن معظم مقالات مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة كانت في الغالب ردودًا منسوخة من "شات جي بي تي" مع حد أدنى من التحرير.

ومن التأثيرات الأخرى التي قاسها الباحثون مستوى الإحساس بـ"الملكية الفكرية" أو مدى اعتقاد المشاركين بأنهم من ألفوا المقال بأنفسهم كليًا.

بالمقارنة مع مجموعة "الدماغ فقط"، التي أظهرت باستمرار شعورًا شبه كامل بالملكية، أظهرت مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة "شعورًا مجزأً ومتضاربًا بالإبداع"، حيث ادّعى البعض الملكية الفكرية الكاملة أو الجزئية أو عدم الملكية على الإطلاق.

مشاركة المقال: