الأربعاء, 6 أغسطس 2025 10:16 PM

دراسة صادمة: ربع المهاجرين في ألمانيا يفكرون في الرحيل بسبب العنصرية وصعوبة التكيف

دراسة صادمة: ربع المهاجرين في ألمانيا يفكرون في الرحيل بسبب العنصرية وصعوبة التكيف

كشفت دراسة حديثة صادرة عن معهد أبحاث سوق العمل والمهن في ألمانيا أن حوالي 2.6 مليون مهاجر يدرسون مغادرة البلاد. وأشارت الدراسة إلى أن غالبية هؤلاء المهاجرين هم من ذوي التعليم العالي، ويعود ذلك بشكل كبير إلى الأوضاع الصعبة التي يواجهونها، وعلى رأسها العنصرية.

ووفقًا للدراسة، يمثل هذا الرقم ربع إجمالي عدد المهاجرين في ألمانيا. وتتصدر قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قائمة القطاعات التي تشهد أعلى نسبة من التفكير في الهجرة بنسبة 39%، يليها القطاع المالي بنسبة 30%، ثم قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية بنسبة 28%.

شمل الاستطلاع مهاجرين قدموا إلى ألمانيا لأسباب مختلفة، بما في ذلك العمل، التعليم، أو الالتحاق بالعائلة. وأكدت النتائج وجود تحديات كبيرة تواجههم في التكيف الثقافي.

وفي تصريح لوكالة الأناضول التركية للأنباء، أوضح المحامي فاتح زينغال، المتخصص في قضايا المهاجرين، أن تزايد العنصرية العلنية هو أحد أبرز العوامل التي تدفع المهاجرين إلى التفكير في الرحيل. وأضاف أنه على الرغم من أن السياسات الألمانية قد تميل إلى تفضيل الأوروبيين، إلا أن البلاد بحاجة إلى عمال من جميع الأعراق.

تعتبر الجالية التركية في ألمانيا الأكبر، حيث يقدر عدد الأتراك المقيمين هناك بحوالي 3 ملايين نسمة، وفقًا لبيانات رسمية من مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني.

ويرى زينغال أن المهاجرين بدأوا يفضلون دولًا مثل بريطانيا أو الولايات المتحدة على ألمانيا، مشيرًا إلى وجود خلل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الكراهية والعنصرية في ألمانيا. وأكد أن المهاجرين يواجهون صعوبات كبيرة في التكيف الثقافي بسبب طبيعة المجتمع الألماني المنغلقة.

واعتبر المحامي التركي أن تزايد الرغبة في "الهجرة العكسية" يعود إلى تصاعد العنصرية وصعوبة الاندماج في المجتمع الألماني، حيث يفكر هؤلاء الأشخاص إما في العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الانتقال إلى دول أوروبية أخرى.

وأشار إلى أن "طبيعة المجتمع الألماني المنغلقة تؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية بين السكان المحليين والمهاجرين. على سبيل المثال، يأتي مهندس من الهند إلى ألمانيا ويبدأ عمله، ولكن مع من سيقيم علاقات اجتماعية؟ فحياة الألمان تدور حول العمل، ولا يحدث أن يتصل بك صديق ألماني ليقول: هيا لنخرج معًا!"

وأوضح أن هذا الواقع يدفع المهاجرين لتشكيل جمعياتهم الخاصة والعيش ضمن مجتمعاتهم العرقية، مما يزيد من صعوبة اندماجهم. وبسبب هذه الظروف، بات كثير من المهاجرين يفضلون دولًا أوروبية أخرى.

واختتم بالقول: "من يفكر بالقدوم إلى ألمانيا يجب أن يجري أبحاثًا مسبقة، وإلا فقد يصاب بخيبة أمل.. حتى أصحاب الشهادات العليا قد يعملون لفترة ثم يقررون الانتقال إلى بلد آخر، كإيطاليا أو إسبانيا، أو حتى إلى كندا أو أمريكا".

يذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني متطرف، قد حقق تقدمًا في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في شباط 2025، واقترب من نسبة 25 بالمئة، وهو ما يراه مراقبون مؤشرًا على تصاعد العنصرية.

مشاركة المقال: