الأحد, 28 سبتمبر 2025 02:30 AM

دمشق تتنفس الفن: كورال غاردينيا يحيي أمسية غنائية جماعية في بيت فارحي

دمشق تتنفس الفن: كورال غاردينيا يحيي أمسية غنائية جماعية في بيت فارحي

في رحاب بيت فارحي العريق بدمشق القديمة، أضاء كورال غاردينيا أمسية فنية بعنوان "لسه الأغاني ممكنة". الأجواء كانت دافئة ومفعمة بالألفة، حيث التف الحضور حول باحة البيت الدمشقي العتيق للاستمتاع بباقة من أجمل الأغاني.

افتتح كورال غاردينيا الحفل ببادرة فريدة، حيث أجرى تدريباً عملياً للحضور على التمارين الصوتية وتقنيات التنفس العميق، الأمر الذي لاقى تفاعلاً كبيراً وأضفى جواً من البهجة والمرح على الأمسية.

بعد ذلك، صدحت حناجر الحاضرين بأغانٍ راسخة في الوجدان، بدءاً بأغنية "أهو ده اللي صار" للشيخ إمام، مروراً بأغنية "ولاد الأرض السمرا" لفهد يكن، التي تنوعت بين اللحن الهادئ والقوي. أما أغنية "علّي صوتك بالغنا" لمحمد منير، فقد أشعلت الحماس في الأجواء، حيث كانت دعوة صريحة للجميع للمشاركة في الغناء والفرح. كما كان للأخوين رحباني حضور مميز في الحفل بأغنية "رح نبقى سوا".

سفانة بقلة، مديرة كورال غاردينيا، أوضحت لمراسلة سانا أن فعالية اليوم أقيمت برعاية جمعية تناغم غاردينيا الرديفة للكورال، والتي تهدف إلى تقديم ألوان التراث، مؤكدة على أهمية إقامة هذه الفعاليات لتعريف الناس بثقافة الموسيقى وأسلوب الغناء الجماعي.

وأشارت بقلة إلى أن هذه الفعالية هي الأولى من نوعها التي تتضمن تدريب الحاضرين على الأداء، مما يعكس التطور المستمر للحركة الثقافية والفنية في البلاد. كما أعربت عن سعادتها بالإقبال الكبير على الحفل وعن رغبتها في تكرار وإقامة المزيد من الفعاليات في دمشق وباقي المحافظات.

وأكدت بقلة أن الموسيقى نشاط دماغي مماثل للرياضيات، حيث يتم خلال التدريب والغناء تحفيز خلايا الدماغ بشكل كامل، وأن الإنسان يتفاعل بجسده كاملاً عند الغناء، مما يجعلها رياضة جسدية ودماغية وروحية في آن واحد.

من جهتها، ذكرت كاتبة قصص الأطفال نغم القصير أن حفل اليوم يعزز روح المشاركة بين جميع أفراد المجتمع ويثري الروابط الاجتماعية، مشيرة إلى أن هذا النوع من الفعاليات الفنية يظهر قدرتنا على مواجهة تحديات الحياة بالفن.

أما مدربة اليوغا والدعم النفسي نجوى مجقان، فقالت إن الإنسان السوري يشعر الآن، من خلال إقامة هذه الفعاليات الفنية الممتعة، بأنه يحيى من جديد بعد كل ما عاناه، وأن من حقه أن يفرح ويغني ويعبر عن مكنونات ذاته بحرية، معربة عن سعادتها بهذه الخطوات الثقافية الجديدة التي يتبناها المجتمع الأهلي في بلادنا بشكل طوعي.

يذكر أن كورال "غاردينيا" فرقة للغناء الجماعي تأسست عام 2016، وتتألف من عشرين مغنية بالإضافة إلى عدد من العازفين، وتهتم بإحياء أعمال من الزمن الجميل وتقديم أغانٍ ذات صلة بالقضايا الإنسانية.

مشاركة المقال: