الإثنين, 11 أغسطس 2025 06:25 PM

دير الزور: إعادة تأهيل تدريجية للمستشفيات والأقسام الطبية المتضررة

دير الزور: إعادة تأهيل تدريجية للمستشفيات والأقسام الطبية المتضررة

تشهد محافظة دير الزور تحسنًا تدريجيًا في القطاع الصحي، ويظهر ذلك في المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة وريفها، بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة استهدافها من قبل النظام السابق. وقد افتتحت المحافظة يوم الأحد 10 آب قسم النسائية في مستشفى الميادين الوطني، وقسم العمليات في مستشفى دير الزور الوطني، بالإضافة إلى مركز لنقل الدم، ومركز الدم والأورام في دير الزور.

أعلنت المحافظة عن تزويد قسم النسائية في مستشفى الميادين الوطني بغرفة عمليات وغرفتين للمخاض، بالإضافة إلى التجهيزات اللازمة. وأكد وزير الصحة، مصعب العلي، أن القسم يستقبل الحالات بعد تجهيزه بالكامل، مشيرًا إلى أن طاقته الاستيعابية تصل إلى إجراء أكثر من سبع عمليات إسعافية يوميًا، وأن الوزارة تسعى لزيادة هذه الطاقة.

كما نوه العلي بافتتاح قسم آخر للداخلية والأطفال، يضم غرفتي عمليات جراحية، وست غرف عناية مركزة، إضافة إلى خمس حاضنات للأطفال. وأشار إلى وجود قسم لغسيل الكلى يضم حاليًا أربع أجهزة، وسيتم تزويده بأجهزة إضافية جديدة قبل نهاية شهر آب، مما يسهم في تخفيف الأعباء عن المرضى الذين كانوا يضطرون للتوجه إلى مدينة دير الزور لتلقي العلاج.

افتتح وزير الصحة مصعب العلي أيضًا قسم العمليات في مستشفى دير الزور الوطني، الذي كان يضم قبل شهرين ونصف غرفتي عمليات بشكل مبدئي. وأوضح العلي أنه بجهود مديرية الصحة في دير الزور والفرق الطبية العاملة، تم تجهيز القسم ليضم الآن ثماني غرف بعد إعادة صيانتها، وبدأت بالفعل في استقبال المرضى وإجراء العمليات الجراحية.

كما أعلن العلي عن تزويد المستشفى الوطني في المحافظة بـ 162 مكيفًا موزعة على جميع غرف المرضى، تزامنًا مع موجة الحر التي تشهدها المحافظات السورية، وتجاوز درجات الحرارة في دير الزور 45 درجة مئوية.

شهدت زيارة وزير الصحة مصعب العلي لدير الزور افتتاح المرحلة الأولى من مستشفى “أم المؤمنين عائشة” في مدينة البوكمال بعد تضررها جراء قصف النظام السابق على المدينة. وأعلن العلي عن إرسال لجنة هندسية فنية لفحص بناء المستشفى والتأكد من السلامة الإنشائية.

تأتي إعادة افتتاح المراكز الصحية والأقسام الطبية في مستشفيات دير الزور ضمن خطة لتطوير العمل الطبي وتحسين الخدمات، بما يتناسب مع المرحلة والرؤية الجديدة لوزارة الصحة، وفقًا لتصريح العلي.

أقسام تعود بعد سنوات

أعيد افتتاح قسم الحواضن الطبية في المستشفى الوطني بمدينة الميادين، في 4 آب، بعد انقطاع دام أكثر من 11 عامًا، بالتعاون مع مديرية الصحة في دير الزور. وقال مدير الصحة في دير الزور، الدكتور يوسف السطام، إن قسم الحواضن يرتبط بشكل وثيق ببقية أقسام المستشفى، خاصة بقسم النسائية. وأوضح السطام أن القسم بدأ بحاضنتين، ثم أربع، والعمل جارٍ على إمداده ليضم 10 حاضنات.

يعد قسم الحاضنات إضافة حيوية لخدمات الولادة داخل المشفى، إذ يوفر الرعاية الطبية اللازمة للأطفال الخُدّج وحديثي الولادة، مع تجهيزات متكاملة تتيح التعامل مع الحالات الحرجة. كما يقدم القسم خدمات علاجية متقدمة، منها العلاج الضوئي للأطفال المصابين باليرقان، وإمكانية إجراء تبديل دم داخل القسم عند الحاجة، إلى جانب متابعة دقيقة لحالات الولادة لضمان سلامة المواليد الجدد.

أشار السطام إلى مشكلة قلة عدد الأطباء المقيمين، إضافة إلى وجود كوادر غير مؤهلة بشكل كامل، ونقص عدد الإخصائيين في المستشفى. ونوه بأنه يتم العمل على تفعيل كل أقسام مستشفى الوطني بالميادين بما فيها الداخلية والجراحة وقسم العمليات.

قدمت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS” للمستشفى الوطني دفعة من المعدات الطبية، بالتنسيق مع مديرية صحة دير الزور، في إطار دعم القطاع الصحي في المنطقة. وتضمنت المعدات حواضن خاصة بالأطفال، وبرادات لحفظ الأدوية، وعددًا من أجهزة التكييف، بالإضافة إلى جهاز إيكو محمول، ومستلزمات طبية أخرى، مما يُسهم في تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

وصلت دفعة من التجهيزات الطبية، في 1 تموز، إلى المستشفى “الوطني” في مدينة دير الزور، وفقًا لما نشرته صفحة محافظة دير الزور عبر “تلجرام”. الدفعة مقدمة من منظمة “MedGlobal” وتضمنت:

  • 7 طاولات عمليات كهربائية.
  • 5 أجهزة كوتري.
  • 3 أجهزة تعقي جاف.
  • 7 مصابيح عمليات LED مزدوجة الذراع.
  • 10 أجهزة سحب مفرزات.
  • 3 أجهزة صادم كهربائي.
  • 7 أجهزة مراقبة.
  • جهاز تعقيم رطب واحد.
  • كمية من الأدوية المميعة للدم (أسبرين).

صعوبات أمام القطاع الصحي

تعاني محافظة دير الزور من واقع طبي “متردٍّ”، نتيجة قلة عدد المراكز الطبية، إضافة إلى نقص المستلزمات والتجهيزات من المستشفى الوطني هناك. نائب مدير الصحة في دير الزور، الدكتور أحمد شلاش، قال في وقت سابق، إن القطاع الصحي في محافظة دير الزور يواجه العديد من الصعوبات والتحديات، منها عجز بالكادر الطبي، إذ لا يوجد إقبال من الأطباء للتعاقد لكي تستطيع مديرية الصحة تفعيل نقطات طبية في القرى.

وأضاف أن هناك مراكز في منطقتي عياش والخريطة تعاني حتى الآن من نقص الكوادر وخاصة الأطباء، لافتًا إلى أن النقطة الطبية دون طبيب لا يمكن أن تقدم الرعاية الكافية. وأشار شلاش إلى وجود مراكز مجهزة في المناطق البعيدة، دون معدات طبية، لكن مديرية الصحة تنتظر التعاقد مع أطباء أو منظمات تتبنى تجهيزها من حيث المعدات والمستلزمات الطبية لتفعيلها.

وفق شلاش، توجد خطط لتقديم خدمات الرعاية الإسعافية قدر الإمكان وحسب المتوفر لدى مديرية الصحة التي تحاول تطوير الخدمات الطبية والصحية بشكل عام في دير الزور.

تعرض القطاع الطبي في دير الزور خلال السنوات لعدة تغيرات، حيث دُمر النظام الطبي بعد الحرب بشكل شبه كامل، نتيجة للظروف التي شهدتها المنطقة واختلاف قوى السيطرة، وهجرة الأطباء والعاملين في المجال الطبي، وهذا الأمر انعكس سلبًا على أهالي المحافظة.

مشاركة المقال: