أكدت المؤسسة العامة للمياه في دير الزور سلامة مياه نهر الفرات وعدم تلوثها إثر سقوط شاحنة محملة بالسماد العضوي. وأوضحت المحافظة في بيان نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الفحوصات المخبرية العاجلة أثبتت ذلك، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات احترازية كإيقاف محطات الضخ وسحب عينات للتحليل.
أظهرت النتائج عدم وجود أي مؤشرات لتلوث مياه الشرب، ويعود ذلك إلى سرعة تحلل المادة العضوية في المياه الجارية وانخفاض تركيزها مقارنة بحجم تدفق النهر. وعليه، استأنفت محطات الضخ عملها، مع التأكيد على أن المياه الواردة إلى المنازل آمنة وصالحة للاستهلاك.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن الشاحنة المحملة بالسماد العضوي سقطت في النهر قرب معبر حي البغيلية بريف دير الزور الغربي، نتيجة اضطرارها للعبور عبر العبارات النهرية بسبب إغلاق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) معبر الجسر الترابي ومنع عبور السيارات المحملة بالبضائع.
يشهد تهريب المشتقات النفطية انتشارًا واسعًا على ضفتي نهر الفرات، خاصة في المناطق الواقعة شرقي محافظة دير الزور، مما يتسبب في تلوث مياه النهر والتربة نتيجة تسرب الوقود خلال عمليات التهريب. وتقوم مجموعات محلية بنقل هذه المواد بين مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومناطق الحكومة السورية بهدف الاتجار بها، مستغلة فروقات الأسعار بين المنطقتين.
تتصل مناطق "قسد" بمناطق الحكومة السورية عبر معابر نهرية، بالإضافة إلى العديد من المعابر "غير الشرعية" التي تستخدم في أنشطة التهريب المستمرة منذ سنوات. وتعد هذه المعابر، الرسمية وغير الرسمية، شريانًا لعمليات التهريب ومصدر دخل للكثيرين في المنطقة.
قال عاملون في تهريب النفط بدير الزور لعنب بلدي إن الدافع الرئيسي لعمليات التهريب هو فروقات الأسعار بين مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومناطق سيطرة الحكومة.
أكد مصدر في المخبر المائي بدائرة مياه دير الزور (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي في وقت سابق على الحاجة لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التلوث الحالي في نهر الفرات نتيجة عمليات التهريب، وذلك من خلال احتواء البقع النفطية العائمة واستخدام أجهزة خاصة لجمع النفط من سطح الماء. وفي حالات التلوث الشديد، يمكن اللجوء إلى طرق مثل الحرق المسيطر عليه أو استخدام مواد ماصة.
وللتحقق من سلامة مياه الشرب، يتم إجراء تحاليل مخبرية باستخدام تقنيات متطورة مثل "الكروماتوغرافيا الغازية" (GC/MS)، وقياس الأكسجين الكيميائي والبيولوجي (COD وBOD)، بالإضافة إلى تحليل الهيدروكربونات البترولية الكلية (TPH).
أفاد مصدر في قوى الأمن الداخلي بدير الزور لعنب بلدي بأن قوى الأمن تقوم بدوريات يومية على النهر لملاحقة المهربين الذين ينقلون الوقود إلى مناطق سيطرة الحكومة. وأوضح المصدر (الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) أن الدوريات كثفت مداهماتها على أماكن ومواقع التهريب وصادرت كميات كبيرة من الوقود، وتم اعتقال عدد من المهربين.