أكدت السياسية السورية “ديمة موسى” أن العمل النسوي والمدني في سوريا خلال المرحلة الانتقالية الحالية يمثل جزءاً لا يتجزأ من المشهد السياسي العام، مبينةً أنه يمهد الطريق لبدء تشكيل الأحزاب وولادتها.
سناك سوري _ هبة الكل
استضاف بودكاست “ندى نسوي”، الذي يقدمه سناك سوري ضمن مبادرة لإيصال أصوات النساء إلى الفضاء العام بحرية وأمان، “ديمة موسى” في أولى حلقاته.
وأوضحت “موسى” أنها تنتمي إلى مدرسة فكرية تعتبر أن أي جهد، بصرف النظر عن الجهة التي تقف وراءه أو الصفة التي يحملها، يهدف إلى دفع المجتمع نحو التغيير والتأثير، هو عمل سياسي بامتياز. وأشارت إلى أهمية ملء الفراغ السياسي بتيارات وحراكات ومجموعات وقوى مختلفة، مضيفةً أن العمل السياسي النسوي هو نضال مستمر لا يتغير بتغير الأنظمة الحاكمة، بل تتغير أدواته لتحقيق كامل حقوق المرأة، بما فيها الحقوق السياسية.
وترى السياسية السورية أن الحياة السياسية الحقيقية في سوريا لم تبدأ بعد، على الرغم من مرور عام كامل على سقوط نظام بشار الأسد، معتبرةً أن السلطة الانتقالية الحالية انبثقت من فصائل “عسكرية”. وأرجعت ذلك إلى الإرث الذي خلفه نظام الأسد، والذي يتمثل في قمع أي عمل سياسي تعددي، وهو أمر لا يمكن التغلب عليه بسهولة.
كما أشارت إلى الغموض الذي يكتنف الوضع الراهن، مثل غياب التشجيع على انطلاق حراك سياسي منفتح على القوى والتيارات الأخرى. وأوضحت أن مبادرات السلطة، مثل مؤتمر الحوار الوطني وصياغة الإعلان الدستوري وصولاً إلى انتخابات مجلس الشعب، لم تكن على القدر المطلوب من التشاركية.
وبحسب “موسى”، فإن التشاركية تتطلب انفتاحاً لا يقتصر على المكونات المجتمعية والقومية والعشائرية والطائفية فحسب، بل يجب أن يشمل أيضاً كافة القوى السياسية المعبرة عن مختلف أطياف الشعب السوري، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن. وأشارت إلى أن العمل السياسي يعاني اليوم من تخبط أخلاقي، وهو بحاجة إلى أن يكون أكثر أخلاقية.
النساء في كيانات المعارضة السورية
تصف “ديما موسى”، التي شغلت منصب نائب رئيس الائتلاف الوطني سابقاً، تجربة النساء في العمل السياسي بأنها كالنحت في الصخر، على الرغم من ضرورته. وأوضحت أن أجسام المعارضة آنذاك كانت تخضع لنظام المحاصصة، مما أثر سلباً على تمثيل النساء وغيابهن، على الرغم من الضغوط الدولية ومن المجتمع المدني المطالبة بتمثيل أكبر.
ورداً على سؤال حول سلبية بيئة العمل السياسي سابقاً، أوضحت “موسى” أن الأمر يعبّر عنه بطرق غير مباشرة، مثل القول بأنهم بحثوا ولم يجدوا نساء، بالإضافة إلى ذريعة حاجة النساء إلى تمكين سياسي.
وأوضحت المعايير التي كانت تعتمد في اختيار النساء لتلك المجالس، كالاعتماد على خلفيات أكاديمية أو مهنية، والتركيز على خلفيات إعلامية وقانونية وحتى ثورية من مختلف الشعب السوري.
وفي ختام حوار سناك سوري مع “ديما موسى”، تحدثت عن أسباب غيابها عن المشهد الإعلامي اليوم مقارنةً بحضورها البارز أيام الثورة السورية، وعن أبرز الضمانات الحقيقية لتعزيز نسبة تمثيل النساء في القنوات السياسية، كما تحدثت عن مستقبل عملها السياسي والحزبي.
يذكر أن “ندى نسوي”، بإشراف وإدارة أمل حميدوش وإنتاج موقع سناك سوري، هو برنامج حواري من ضمن مبادرة إعلام من أجل النساء، يستضيف سيدات سوريات مهتمات بالشأن السوري العام ويسلط الضوء على تجاربهن في المجال السياسي والاجتماعي والإنساني.
لمتابعة الحلقة كاملة يمكنكم الضغط على