الإثنين, 24 نوفمبر 2025 01:09 PM

رأس العين: حملة لتوزيع فحم التدفئة على الأهالي في ظل نقص المحروقات

رأس العين: حملة لتوزيع فحم التدفئة على الأهالي في ظل نقص المحروقات

أطلق المجلس المحلي في مدينة رأس العين، الواقعة شمالي الحسكة، حملة تهدف إلى توزيع الفحم على السكان في المدينة وريفها. تأتي هذه المبادرة في ظل النقص الحاد الذي تشهده المنطقة في المحروقات ومواد التدفئة، بالإضافة إلى استمرار الحصار المفروض من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والذي يحد من دخول المواد الأساسية.

تتم عملية التوزيع من خلال مكتب الأسرة والخدمات الاجتماعية التابع للمجلس المحلي، بالتنسيق مع مخاتير الأحياء والقرى، وذلك لضمان وصول المخصصات إلى الأسر المستحقة وفقًا للجداول المعتمدة. وقد وصلت الدفعتان الأولى والثانية إلى مدينة رأس العين عبر معبر "المدينة" الحدودي الوحيد مع تركيا، محملة بـ 8500 طن من الفحم المخصص للتدفئة، ويجري توزيعها مباشرة على الأهالي عن طريق المخاتير.

مصدر أساسي للتدفئة

يعتبر الفحم المصدر الرئيسي للتدفئة في رأس العين خلال فصل الشتاء، حيث تعتمد عليه الأسر، وخاصة الفقيرة منها، لتأمين التدفئة لمنازلهم، وذلك من خلال الفحم المجاني الذي يتم توزيعه من قبل الجهات المحلية. عز الدين كدة، مختار قرية المناجير جنوبي مدينة رأس العين، صرح لعنب بلدي بأنه تسلم شاحنة محملة بالفحم خلال الأسبوع الحالي لتوزيعها على السكان. وأوضح أن حصة كل عائلة تتراوح بين ستة وثمانية أكياس، حسب عدد أفرادها، بوزن 25 كيلوغرامًا للكيس الواحد. كما طالب باستمرار هذه الحملات لتأمين التدفئة للأسر المحتاجة خلال فصل الشتاء، مؤكدًا أن الفحم هو المصدر الرئيس للتدفئة، وأن هذه المبادرات تسهم في التخفيف من معاناة الأهالي في ظل النقص الحاد في مواد التدفئة.

من جهته، قال معصوم العيسى، من مدينة رأس العين، إن الفحم وفّر عليه عناء جمع الحطب وبقايا النايلون، كونه سريع الاشتعال ويدوم أكثر من المازوت. وأضاف أن الكميات التي وزعت لهم تكفيهم لمدة ثلاثة أسابيع كحد أقصى، وأنه من الضروري زيادة هذه الكميات لتغطية احتياجات العائلات بالكامل خلال فصل الشتاء وتقليل معاناتهم من البرد القارس. وذكر أن عائلته تحتاج أسبوعيًا إلى كيسَي فحم بوزن 25 كيلوغرامًا لكل منهما في حال التوفير، مطالبًا الخدمات الاجتماعية بتوفير المزيد من الفحم لهم لضمان قضاء الشتاء بشكل أفضل. وتعتبر أسعار المواد مرتفعة مقارنة بالوضع الاقتصادي، حيث تتراوح أجور العمال يوميًا بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (8 إلى 10 دولارات).

تستهدف 50% من السكان

أفادت انتصار دودة، مديرة الخدمات الاجتماعية في المجلس المحلي، لعنب بلدي، بأن حملة توزيع فحم التدفئة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن السكان في مدينة رأس العين وريفها الواسع. وأضافت أن المجلس المحلي بدأ التحضيرات للحملة منذ أكثر من شهر، بالتنسيق مع ولاية أورفا التركية، وأن مديرية الخدمات الاجتماعية بدأت بتوزيع الفحم على الأهالي، مستهدفة نحو 50% من السكان الأكثر حاجة. وأشارت إلى أن الكميات الحالية غير كافية، وأن المنطقة تحتاج إلى دعم حكومي ومنظمات إنسانية لتغطية كامل احتياجات الأهالي خلال فصل الشتاء. وأوضحت أنه تم توزيع ما يقارب 8500 طن من الفحم على القرى والأحياء الأكثر حاجة، وخاصة ذوي الإعاقة والأيتام والأرامل. ولفتت إلى أن الطلب على الفحم يفوق قدرة المجلس، لكنهم سيواصلون توفير ما يستطيعون، متطلعين إلى وصول نحو عشرة آلاف طن إضافية لضمان وصول الوقود للأسر الأكثر احتياجًا خلال الشتاء.

تعاني مدينة رأس العين من قلة فرص العمل، وتعد الزراعة وتربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلب السكان، وتشكل مصدرًا رئيسًا لدخلهم. وأدى غياب المنظمات التي كانت تقدم الدعم للأسر الفقيرة وذوي الحاجة إلى صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان، ومنها مواد التدفئة.

مشاركة المقال: