السبت, 25 أكتوبر 2025 12:27 AM

ردود فعل روسية غاضبة على العقوبات الأمريكية واتهامات لترمب بالانحياز إلى "أوروبا المجنونة"

ردود فعل روسية غاضبة على العقوبات الأمريكية واتهامات لترمب بالانحياز إلى "أوروبا المجنونة"

شبكة أخبار سوريا والعالم/ أثارت العقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب وإلغاء لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والبرلمانية الروسية.

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استمرار الحوار رغم قرار ترمب بتأجيل قمة بودابست، مؤكداً أن «الحوار أفضل دائماً من المواجهة والخلافات، بل وأفضل من الحرب». وهدد بوتين برد «قوي جداً» في حال استهداف الأراضي الروسية بصواريخ «توماهوك» الأميركية التي تطالب أوكرانيا بالحصول عليها من واشنطن. ووصف العقوبات الأميركية بأنها «جدية»، لكنه قلل من تأثيرها على روسيا، معتبراً إياها «محاولة للضغط على روسيا»، ومشيراً إلى أنه «لا يوجد بلد محترم يفعل شيئاً تحت ضغط».

غضب «الصقور»

اعتبر بعض السياسيين الروس، المعروفين بـ«الصقور» والداعين إلى الحسم العسكري الكامل في أوكرانيا، أن القرار الأميركي يمثل نهاية لأي وساطة سياسية من جانب الولايات المتحدة وفشلاً للجهود السياسية.

وصف دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إلغاء قمة بودابست وفرض عقوبات جديدة بأنه «يطلق أيدي روسيا لتعزيز عملياتها العسكرية وضرب نازيي كييف بمختلف الأسلحة، وينهي المفاوضات تماماً». وأضاف في منشور على «تلغرام» أن «ترمب انحاز الآن تماماً إلى (أوروبا المجنونة)، وأصبح متضامناً معها… لكن هناك جانباً إيجابياً واضحاً لهذا التأرجح الأخير في مسار ترمب؛ فهو يسمح لنا بضرب جميع أوكار نازيي كييف بأسلحة متنوعة، من دون الالتفات إلى أي مفاوضات غير ضرورية». وأعرب عن ثقته بأنه «يتعين على روسيا تحقيق النصر على الأرض وليس في المكاتب».

تلاشي دور «صانع السلام»

أكد قسطنطين كوساتشوف، نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، أن العقوبات الأميركية الجديدة تقوض إمكانية نجاح المفاوضات حول أوكرانيا. وأشار إلى أن فرض عقوبات ضد شركتي «روسنفت» و«لوك أويل» يهدف إلى «رفع المخاطر وزيادة الضغط قبل المفاوضات لتعزيز موقف ترمب في المساومة»، لكنه اعتبر أن ذلك سيؤدي إلى تأثير معاكس، مقرباً ترمب من مواقف «الرئيس السابق جو بايدن». وأضاف أن من أقنعوا ترمب بفاعلية العقوبات «يحدّون بشكل كبير من دوره المستقبلي كوسيط وصانع للسلام»، وأن هذا هو هدف «ثنائي الحزب الديمقراطي الأميركي والعولميين الأوروبيين الذين يشكل ترمب عائقاً أمامهم أكثر بكثير من النزاع في أوكرانيا». وشدد على أن العقوبات والصواريخ «هي مثل صبّ البنزين على نار النزاع»، وأن قرار ترمب يقوض احتمالات نجاح المفاوضات.

استمرار الاتصالات مع واشنطن

جاءت العقوبات الجديدة ضد «روسنفت» و«لوك أويل» بعد إعلان ترمب إلغاء اجتماعه المرتقب مع الرئيس الروسي في بودابست. ورغم تأكيده أنه يعتزم لقاءه في المستقبل، إلا أن الخطوة شكلت ضربة للكرملين.

في المقابل، أبدت «الخارجية» الروسية موقفاً أكثر هدوءاً، حيث أكدت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن «روسيا لا ترى أي عقبات أمام استمرار الاتصالات الروسية – الأميركية للاتفاق على إطار سياسي لتسوية الأزمة الأوكرانية». وشددت على ضرورة استمرار العمل في إطار سياسي لتسوية الأزمة الأوكرانية وترجمته إلى نتائج ملموسة، عبر تواصل الدبلوماسيين والجهود الدبلوماسية، مؤكدة الحاجة إلى «مجموعة من الحلول التفاوضية التي تقضي على الأسباب الجذرية للصراع، وتضمن سلاماً دائماً في سياق بناء نظام أوراسي وعالمي للأمن غير القابل للتجزئة».

وأكّدت الدبلوماسية الروسية أن قرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شركتي «روسنفت» و«لوك أويل» الروسيتين «غير مُجدٍ، ولن يُسبب أي مشاكل تُذكر لموسكو». وحذّرت زاخاروفا من أنه «إذا بدأت الإدارة الأميركية الحالية في اتّباع نهج أسلافها، الذين حاولوا إجبار روسيا على التضحية بمصالحها الوطنية من خلال عقوبات غير قانونية، فستكون النتيجة هي نفسها تماماً؛ كارثية من منظور سياسي داخلي، ومُضرة باستقرار الاقتصاد العالمي».

مشاركة المقال: