الأحد, 5 أكتوبر 2025 08:45 PM

رسالة ماجستير من السوربون تلقي الضوء على معاناة السوريين في السجون

رسالة ماجستير من السوربون تلقي الضوء على معاناة السوريين في السجون

حصلت الباحثة سارة محمد على درجة الماجستير من جامعة السوربون الفرنسية المرموقة، عن بحثها الذي تناول موضوع السجون السورية من خلال روايتي "يسمعون حسيسها" للكاتب أيمن العتوم و"القوقعة" للكاتب السوري مصطفى خليفة.

وقفت الباحثة، البالغة من العمر 23 عاماً، أمام لجنة التحكيم الجامعية، وقدمت إجابات مفصلة حول الزمان والمكان والسياسة في سوريا، وما شهدته سنوات حكم النظام السابق من اعتقالات طالت العديد من السوريين والسوريات، وهو ما وثقته العديد من الروايات والأبحاث الجامعية.

وقالت محمد، البالغة الآن 24 عاماً، لصحيفة "الوطن": "كان هذا البحث بمثابة هديتي إلى السوريين الذين عانوا من نظام التوحش الأسدي، أولئك الذين كانوا ضحايا نفيه وتهجيره. بقيت ذكرياتهم ومعاناتهم حية في يومياتنا كطلاب سوريين، لذلك اخترت أن يكون بحثي حول روايات السجون والمعتقلات، لتعريف العالم بحقنا في الثورة على هذا النظام المتوحش".

في قاعة الجامعة بباريس، استذكرت العويد رحلتها كواحدة من آلاف الشباب السوريين الذين اضطروا للعيش في المنفى، والتحديات التي واجهتهم وتغلبوا عليها. "وصلنا إلى فرنسا كلاجئين مع والدي، كنت في الخامسة عشرة من عمري ولم أكن أتحدث الفرنسية. كان علينا أن نقبل بإعادة سنة دراسية كاملة لتعلم اللغة. بعد الثانوية، اخترت دراسة الترجمة والأبحاث اللغوية، وصولاً إلى هذا اليوم".

وعن اختيارها لموضوع البحث، قالت محمد: "عشت لحظات اعتقال والدي في سوريا، ثم اعتقال أصدقائه، وصولاً إلى مجزرة صيدا في درعا. بقيت صورة الطفل حمزة الخطيب عالقة في ذهني، ممثلة بجثته في سجون الأسد. كنت أتابع تهجير الناس واعتقالهم، وانطبعت صور المأساة وعشتها مثلهم".

وأضافت الباحثة: "خلال دراستي وتحليلي وترجمتي لمقاطع التعذيب، كنت أرى أمامي صورة عمي الذي اعتُقل وقُتل في السجن. كانت تلك من أصعب اللحظات، فالمشاهد قاسية، والروايتان تصفان التعذيب وكأنك تعيشه. المشاهد الواردة في رواية 'يسمعون حسيسها' ليست خيالية كما يدّعي البعض؛ فبعد تحرير السجون في الثامن من ديسمبر/ كانون الثاني، رأينا كيف أن شهادات الدكتور إياد أسعد، بطل الرواية، صادقة بكل تفاصيلها. ورغم مرور عقود على صدورها، إلا أن وحشية النظام لم تتغير، بل ازدادت سوءاً". وأضافت: "في كل فصل دراسي في جامعتي، كنت أجدها فرصة لتعريف زملائي بالقضية السورية، في مواجهة ماكينات الإعلام التي كانت تلوم السوريين وثورتهم، وآمل أن أكون شاركت أهلي معاناتهم".

يركز بحث محمد على المقارنة بين رواية "يسمعون حسيسها" للعتوم ورواية "القوقعة" لمصطفى خليفة، وشهادات شخصياتهما ويومياتهم في سجون صيدنايا وتدمر، بالإضافة إلى شهادات حية تمكنت الباحثة من جمعها من سجينات وسجناء سوريين، موثقة أنواع الجحيم الذي أذاقه النظام السابق للسوريين من مختلف المناطق والخلفيات.

وحول خططها المستقبلية، اختتمت محمد قائلة: "القصة ليست مجرد شهادة أو لقب علمي، بل هي قصة إيمان بأن الإرادة قادرة على الانتصار، وأن الغربة قد تخلق جروحاً، ولكنها أيضاً قد تفتح أبواباً نحو ضوء جديد. كما انتصرت ثورتنا السورية، سأنتصر لتحقيق حلمي بإكمال الدكتوراه وخدمة وطني سوريا".

باريس- محمد العويد

مشاركة المقال: