فوكس نيوز: ترامب راهن في عام 2017 على القادة العرب الأصغر سنا والآن استطاع أن يحقق انتصارا في عملية السلام من خلالهم. كي تي ماكفارلاند – فوكس نيوز
قبل 8 سنوات وخلال الأيام الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، انضممتُ إلى كبار مستشاريه في غرفة عمليات البيت الأبيض لمناقشة نهجنا تجاه المملكة العربية السعودية، التي كانت آنذاك في خضم صراع داخلي على السلطة. وكانت الأسئلة: هل ينبغي لنا العمل مع الجيل الأكبر سناً من القادة السعوديين، الذين تعاملت معهم الولايات المتحدة لعقود؟ أم نخاطر بالجيل الأصغر سناً، الذي لم يتم اختباره بعد، ولكنه ملتزم بتغيير اجتماعي واقتصادي جذري.
لقد دافع جاريد كوشنر عن القادة الجدد، وخاصة محمد بن سلمان. جادل كوشنر بأنهم سيأخذون المملكة العربية السعودية في اتجاه مختلف، بعيداً عن الجيل الأكبر سناً من أجدادهم المحافظين دينياً واجتماعياً، والمنعزلين، والمتسامحين مع التطرف. وسيبنون مجتمعاً حديثاً ومتسامحاً ومنفتحاً، مع حقوق المرأة.
وأراد هؤلاء القادة تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن اعتماده على النفط، وبناء دولة حديثة تركّز على التكنولوجيا والاستثمار والبنية التحتية. وكانوا سيقفون في وجه التطرف الإسلامي، وسيعملون معنا للقضاء على الحركات الإرهابية. وكانوا منفتحين على فكرة السلام مع إسرائيل كأساس لسلام أكثر شمولاً في الشرق الأوسط.
كان الخيار بيد ترامب، وكان أحد أول قراراته الرئيسية في السياسة الخارجية. فقد واصل دعمه الراسخ لإسرائيل، لكنه راهن على الجيل الأصغر من القادة العرب السنة. وانسحب من اتفاق الأسلحة النووية المعيب الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران، معتقداً أن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط يمر عبر الرياض وإسرائيل، وليس طهران.
كانت رحلة هذا الأسبوع إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة بمثابة لفتة انتصار لترامب. وقد أتى رهانه الكبير في عام 2017 بثماره. ويمكنه أن يقول بفخر كبير: “أمام أعيننا، جيل جديد من القادة يتجاوز صراعات الماضي القديمة وانقساماته المتهالكة، ويرسم مستقبلاً يُعرّف فيه الشرق الأوسط بالتجارة لا بالفوضى؛ ويُصدّر فيه التكنولوجيا لا بالإرهاب؛ وحيث يبني أبناء مختلف الأمم والأديان والمذاهب مدناً معاً – لا أن يُدمّروا بعضهم بعضاً بالقصف”.
لقد حققت دول الخليج العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، إنجازات استثنائية في السنوات الثماني الماضية، على الرغم من التجاهل الذي لاقته خلال إدارة بايدن. فقد كان لها دور حاسم في تدمير داعش والحركات الإسلامية المتطرفة الأخرى. ولعبت دوراً رئيسياً خلف الكواليس في اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان ثم المغرب. ورغم أن المملكة العربية السعودية لم توقّع رسمياً على اتفاقيات إبراهيم بعد، إلا أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ذلك.
حثّ السعوديون، إلى جانب قادة دول الخليج العربية الأخرى، ترامب على فتح حوار مع القادة الجدد في سوريا. وقد راهن ترامب مجدداً على السلام خلال هذه الزيارة، وهو يسقط عقوبات مرهقة عن سوريا، ليمنحها “فرصة للعظمة”. وإذا كان ترامب محقاً، فلن تكون سوريا آفة في المنطقة كما كانت لعقود؛ معقلاً للفصائل المعادية للغرب.
ولعل الأهم من ذلك كله هو أن ترامب قد غرس في صميم السياسة الخارجية الأمريكية التدخلية التي انتهجها كلا الحزبين السياسيين على مدى العشرين عاماً الماضية مفهوما يقضي بعدم خوض حروب لا تنتهي في الشرق الأوسط بعد الآن، إضافة لعدم إلقاء “محضرات عن كيفية العيش أو إدارة الشؤون”.
كما قال ترامب في خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017: “لا نتوقع من الدول المتنوعة أن تتشارك نفس الثقافات أو التقاليد أو حتى أنظمة الحكم. لكننا نتوقع من جميع الدول أن تتمسك بهذين الواجبين السياديين الأساسيين: احترام مصالح شعوبها وحقوق كل دولة أخرى ذات سيادة”.
ويقول ترامب: “في أمريكا، نحن لا نسعى إلى فرض أسلوب حياتنا على أي شخص، بل نسعى إلى جعله مثالاً يحتذى به للجميع.” وسياستنا هي “السلام من خلال القوة”، وهي تشمل جميع أشكال قوتنا، وليس فقط قوتنا العسكرية.
ويتابع ترامب: “هل من سبيل أفضل لتكريم روح تأسيسنا قبل 250 عاماً، من تشجيع الدول الأخرى ذات السيادة على أن تُمكّن شعوبها من التحكم في مستقبلها ومصيرها؟”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم