الإثنين, 4 أغسطس 2025 04:53 PM

زيارة الشيباني إلى موسكو: تحول في العلاقات السورية الروسية أم مجرد لقاء دبلوماسي؟

زيارة الشيباني إلى موسكو: تحول في العلاقات السورية الروسية أم مجرد لقاء دبلوماسي؟

القامشلي – نورث برس

يرى محللون أن زيارة وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، إلى موسكو، تمثل نقطة تحول محتملة في العلاقات بين البلدين، مما يفتح الباب أمام شراكة سياسية واقتصادية أكثر توازناً. وكان الشيباني قد وصل إلى العاصمة الروسية على رأس وفد رسمي قبل أيام.

وخلال لقاءاته مع المسؤولين الروس، أكد الشيباني على أن سوريا تمر بمرحلة مليئة بالتحديات، معرباً عن أمل دمشق في استمرار دعم موسكو لها.

نحو شراكة سياسية متوازنة

المحلل الروسي ديميتري بريجع يصف الزيارة بأنها بداية لمرحلة جديدة وأكثر واقعية في العلاقات الثنائية، حيث تسعى دمشق إلى إعادة صياغة سياستها الخارجية، بينما تتكيف موسكو مع معادلات جديدة تتجاوز التحالفات التقليدية. ويشير بريجع في حديث لـ"نورث برس" إلى أن الاستقبال الرسمي الرفيع للشيباني يعكس استعداد الكرملين للتعامل مع القيادة السورية الجديدة كشريك وليس كتابع، مضيفاً أن روسيا تدرك أن الاعتماد السابق على بشار الأسد لم يعد كافياً لتحقيق الاستقرار أو حماية مصالحها.

التعاون الاقتصادي والعسكري

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن تشكيل لجنة وزارية مشتركة لمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية وتوسيع مجالات التعاون. ويرى بريجع أن موسكو تسعى لتعزيز وجودها الاستراتيجي في الساحل السوري، خاصة في قاعدة حميميم وميناء طرطوس، وضمان الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى المشاركة في إعادة الإعمار وفتح السوق السورية أمام شركات الطاقة والبنية التحتية الروسية. ويشير أيضاً إلى أن التعاون الأمني لا يزال محورياً، خاصة في مواجهة الجماعات المسلحة ومراقبة التحركات الأميركية والتركية.

سياسة الانفتاح

من جانبه، يصف المحلل السوري حسام طالب الزيارة بأنها جزء من سياسة انفتاح تتبعها دمشق تجاه دول الشرق والغرب، ورفضها للانحيازات الحادة. ويضيف أن الحكومة الانتقالية تسعى إلى تصحيح مسار العلاقات مع روسيا وتعزيز التعاون في الملفات الاقتصادية والعسكرية.

الدعم السياسي والاقتصادي

ويضيف بريجع أن دمشق تتطلع إلى دعم سياسي يوازن الضغوط الغربية، خاصة في ملفات العدالة الانتقالية والاعتراف الدولي، بالإضافة إلى دعم اقتصادي من خلال استثمارات مباشرة أو وساطات روسية. ويرى أن موسكو تسعى لترسيخ دورها كلاعب رئيسي في إعادة تشكيل المشهد السوري، في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة.

مصالح متبادلة

يؤكد طالب أن العلاقة بين دمشق وموسكو تقوم على مصالح متبادلة وليست مشروطة. ويشير إلى أن معظم منظومة التسليح السورية روسية المصدر، مما يستدعي صيانة مستمرة، وهو ما يفسر زيارة وزير الدفاع السوري الأخيرة إلى موسكو. ويضيف أن الطرفين يسعيان إلى مراجعة بعض الاتفاقيات السابقة التي وُصفت بأنها مجحفة بحق السيادة السورية، مع مراعاة مصالح كل طرف. ويرى أن روسيا قادرة على لعب دور في كبح الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية بحكم علاقاتها مع تركيا وإيران والسعودية والإمارات.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجه

مشاركة المقال: