الإثنين, 21 أبريل 2025 04:14 AM

زيارة مشرعين أمريكيين إلى دمشق: هل هي اختبار للعلاقات أم اعتراف بالنظام؟

زيارة مشرعين أمريكيين إلى دمشق: هل هي اختبار للعلاقات أم اعتراف بالنظام؟

أثارت أول زيارة يقوم بها عضوان من مجلس النواب الأمريكي إلى العاصمة السورية دمشق، منذ اندلاع الأزمة السورية، الكثير من التساؤلات حول دلالاتها، وما إذا كانت تشكل تحولاً في الموقف الأمريكي تجاه الحكومة السورية الجديدة، أم أنها لا تعدو كونها مبادرة رمزية لجسّ النبض السياسي.

الزيارة التي قام بها نائبان من الحزب الجمهوري، جاءت في وقت حساس يشهد تغيّرات إقليمية ودولية، وسط محاولات أمريكية لإعادة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بأمن إسرائيل ومستقبل القضية الفلسطينية.

الزيارة: رسائل دبلوماسية لا تحمل وزناً تنفيذياً

يرى مراقبون أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة وجود تغيير استراتيجي في السياسة الأمريكية، إذ إن المشرعين لا يحملون صفة تنفيذية، ولا يمثلون موقفاً رسمياً ملزماً للإدارة الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال الباحث السوري مالك الحافظ في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن الزيارة تندرج ضمن محاولات واشنطن للإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع مختلف الأطراف، دون أن يكون ذلك اعترافاً مباشراً بشرعية السلطة الحالية في سورية.

وأضاف أن الزيارة لا تشير إلى قرب رفع العقوبات أو إجراء مراجعة جادة للسياسات الأمريكية تجاه دمشق، خاصة في ظل موقف الكونغرس الرافض لأي انفتاح على كيانات ذات طابع ديني أو أمني مشبوه، إلى جانب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

انفتاح تكتيكي لا أكثر

يؤكد الحافظ أن ما يظهر من انفتاح ليس سوى تكتيك دبلوماسي مؤقت، هدفه جمع معلومات واستكشاف الوضع عن قرب، دون تقديم التزامات سياسية واضحة. كما لفت إلى أن عدم إرسال شخصيات تنفيذية رفيعة من وزارة الخارجية أو البيت الأبيض يعزز هذا الطرح، مشيراً إلى أن واشنطن تكرر هذا النهج في حالات انتقالية مشابهة عبر العالم.

مؤشرات على تغيير تدريجي؟

من جهة أخرى، يرى الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن هناك بوادر تحوّل تدريجي في الموقف الأمريكي، وأن زيارة الوفد النيابي تأتي ضمن خطوات تمهيدية لبحث إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق.

وقال إن الإدارة الأمريكية قد تتجه نحو إعادة تقييم العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، خصوصاً إذا ما أبدت الأخيرة استعداداً للالتزام بشروط سياسية معينة تتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة.

وأشار إلى أن الزيارة قد تمهد لتفاهمات مستقبلية، خاصة في ظل تغيرات أوسع في السياسة الخارجية الأمريكية، وتحديداً في ما يتعلق بملف أمن إسرائيل، الذي لا يزال يشكل أولوية مطلقة لدى واشنطن.

ربط محتمل بالقضية الفلسطينية

كما كشف عفيفي أن واشنطن تدرس، بالتنسيق مع تل أبيب، خطة لإعادة توطين بعض الفلسطينيين في دول مجاورة، في ظل رفض مصر والأردن لهذا الطرح، مشيراً إلى أن هذه المسألة ستكون على جدول المحادثات المستقبلية، وقد تشكل أحد المحاور الرئيسية لأي انفتاح محتمل تجاه دمشق.

إرم نيوز

مشاركة المقال: