الأربعاء, 23 أبريل 2025 09:20 PM

زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران: هل هي بداية حقبة جديدة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران: هل هي بداية حقبة جديدة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

يحيى دبوق - استقبلت طهران وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، في زيارة تاريخية تعكس جهود الرياض لتهدئة التوترات مع إيران في ظل تعقيدات إقليمية متزايدة. الزيارة، التي حملت رسائل واضحة حول تعزيز التعاون الأمني والعسكري، تمثل قمة جبل الجليد في سلسلة من الجهود الدبلوماسية الجادة.

بينما يأمل البعض في تحقيق استقرار إقليمي من خلال تحسين العلاقات السعودية الإيرانية، تتزايد الشكوك حول إمكانية اعتبار هذه الخطوة بداية لعلاقة مستدامة مبنية على الثقة والمصالح المشتركة، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة ستنتهي عند أول اختبار حقيقي.

التحول الحالي يعكس حسابات استراتيجية وبراغماتية أكثر من كونه يعبر عن ثقة متبادلة. الرياض قلقة من الغموض الذي يحيط بالاستراتيجية الأميركية تجاه الملف الإيراني، حيث أن نتائج المفاوضات مع طهران مفتوحة على احتمالين: تسوية دبلوماسية طويلة الأمد أو تصعيد عسكري في حال انهيار المفاوضات، وكلا المسارين يثيران قلق المملكة.

يبدو أن السعودية اختارت الانفتاح النسبي على إيران كخطوة استباقية، إدراكًا منها بأن أي قرار أميركي سيؤثر على أمنها، مع عدم وجود ضمانات كافية لحماية مصالحها.

الغموض في السياسة الأميركية ليس العامل الوحيد الذي يدفع السعودية نحو التهدئة، بل هناك تطورات داخلية وإقليمية أخرى، أبرزها:

  • التحركات العسكرية في اليمن تمثل عبئًا جديدًا على الرياض، خاصة مع التصعيد في مواجهة "أنصار الله" والحديث عن عملية برية محتملة تقودها قوات موالية لحكومة عدن بدعم أميركي. هذا يثير مخاوف سعودية من العودة إلى دوامة العنف التي عملت الرياض على تجنبها.
  • تسعى الرياض إلى إبرام تفاهمات مع طهران لتقليل مخاطر التصعيد الثنائي، خاصة مع اقتراب توقيع اتفاقات استراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة. السعودية تدرك أن أي تقدم في علاقتها مع الولايات المتحدة قد تفسره طهران على أنه تهديد مباشر.

إيران، بدورها، استثمرت الاندفاعة التطبيعية السعودية على الرغم من إدراكها للدوافع الكامنة وراءها. تتعامل طهران مع هذه الخطوة بمنطق براغماتي يخدم مصالحها، وترى أن مخاوف الرياض تمنحها هامشًا للتأثير في المعادلة الإقليمية.

في النهاية، تبدو التهدئة بين السعودية وإيران مجرد هدنة تكتيكية في صراع استراتيجي أوسع، قد تطول أو تقصر حسب المتغيرات المستقبلية.

مشاركة المقال: