الجمعة, 3 أكتوبر 2025 12:10 AM

زيارة وفد عسكري سوري إلى روسيا: دوافع التنسيق ومستقبل العلاقات بين البلدين

زيارة وفد عسكري سوري إلى روسيا: دوافع التنسيق ومستقبل العلاقات بين البلدين

وصل وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية، صباح اليوم الخميس، إلى العاصمة الروسية موسكو، وذلك عقب سلسلة من الزيارات واللقاءات الدبلوماسية المتبادلة بين الجانبين. يأتي ذلك وسط تداول غير رسمي لأخبار حول احتمال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو في وقت قريب.

أوضحت الوزارة أن الوفد كان برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، وقد استقبله نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف. وأشارت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في كلا البلدين.

تؤكد الحكومة السورية حرصها على إعادة بناء العلاقات مع موسكو على أسس من الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والعدالة الانتقالية، وفقًا لمعايير مختلفة عما كان سائداً في السابق.

وحول الأهداف التي تسعى إليها الحكومة السورية من خلال إعادة التواصل مع روسيا، أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسام نجار، في تصريح لـ "حلب اليوم"، أن "العلاقات الدبلوماسية الدولية والتشابكات الضرورية للعملية السياسية أمر لا بد منه في مرحلة ما، خاصة إذا كانت لإحدى الدول تأثير أممي. من الهام إبقاء التعاون معها أو عدم قطع العلاقة معها. لذلك، فإن العلاقة مع روسيا لا بد من الإبقاء عليها ولو كانت في حدودها الدنيا، لما لروسيا من دور في التصويت داخل الأمم المتحدة، وكذلك لوجود عناصر من النظام البائد داخل أراضيها، ولضمان عدم اتخاذ أي موقف يؤذي الدولة السورية مستقبلاً".

كما أشار نجار إلى الأهمية العسكرية للزيارة، معتبراً أنها "تأتي في هذا السياق نظراً لأن معظم السلاح السابق كان من روسيا والتدريب العسكري في الكليات كان روسياً، يضاف لذلك قاعدة حميميم التي لجأ لها عدد من الأقليات والقاعدة البحرية وغيرها من الأماكن التي كانت تخضع لسلطة روسيا، كذلك الخلايا الروسية المتمثلة بعناصر وقادة تم زرعهم داخل النسيج السوري فقد تم تدريبهم روسياً".

وأضاف أن "الزيارات المتبادلة بين الطرفين أمر واقعي عادي قد تنتج عنه اتفاقيات جديدة خاصة بطباعة جزء من العملة الجديدة والاطلاع على الأسلحة الروسية الجديدة وطلب تسليم قادة عسكريين تابعين للنظام هربوا لروسيا، فالزيارة أتت بناءً على طلب روسي ومحاولة لجر سوريا للمعسكر الروسي الصيني".

يذكر أن وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة استقبل في مكتبه بدمشق، في 18 أيلول الفائت، الملحق لشؤون الدفاع في سفارة روسيا الاتحادية العقيد أندري بدرودينوف. كما التقى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، في 9 أيلول الفائت، وفداً من وزارة الدفاع الروسية برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف.

وفي 31 تموز الفائت، التقى وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، بنظيره الروسي أندريه بيلوسوف، في العاصمة الروسية موسكو، وحضر اللقاء حينها كل من وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات العامة حسين سلامة، حيث أجرى الجانبان مباحثات بشأن عدد من القضايا العسكرية المشتركة.

وتبدي الحكومة السورية الجديدة "حسن نوايا مع الروس"، وفقا لنجار الذي يرى أن "زيارات السوريين لم تتوقف لروسيا ومن المهم زيارة العسكريين لإبعاد الاعتقاد الروسي بأن سوريا تدور بالفلك الأمريكي، كذلك هناك ناحية مهمة هي الحصول على موقف روسي من موضوع الاتفاق الأمني مع إسرائيل حيث أن وجهة نظر موسكو به مهمة، فقد تتم مناقشة نقاطه معهم كونهم كانوا يعملون على هذا مع النظام البائد".

وحول ما يمكن أن تستفيده سوريا عسكريا من العلاقات مع الروس، قال نجار إنه "من الممكن أن يتم الطلب من روسيا بتزويد الجيش السوري بمنصات إنذار مبكر أو محطات مراقبة حساسة و تجسس، ومن الممكن أن تكون هذه الأمور بالتنسيق مع الجانب التركي".

وكان مسؤولون روس قد دعوا الشرع لزيارة موسكو أكثر من مرة، فيما لم تعلق دمشق على تلك الدعوات.

مشاركة المقال: