شهدت بلدة ديرفِردن التابعة لولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا افتتاح أول حديقة شمسية عمودية من نوعها، تمثل مشروعًا تجريبيًا يجمع بين الإنتاج الزراعي وتوليد الطاقة على نفس المساحة، سعيًا لتحقيق توازن بين الزراعة المستدامة والتحول في مجال الطاقة.
وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة الشمالية الألمانية (NDR)، بدأ التخطيط لهذا المشروع قبل خمس سنوات، ويقوم على تركيب ألواح شمسية بارتفاع حوالي 3.5 أمتار، مصطفة بشكل عمودي يشبه السياج، على أرض زراعية خصبة تبلغ مساحتها هكتارًا واحدًا. وقد تم ترك مسافة 13 مترًا بين صفوف الألواح لتسهيل مرور الآلات الزراعية مثل الحصّادات.
تتميز الألواح الشمسية المستخدمة بأنها ثنائية الوجه (Bifacial)، أي قادرة على امتصاص الضوء من كلا الجانبين وتحويله إلى طاقة كهربائية. وقد تم تثبيتها بتوجيه شرق–غرب بدلاً من الاتجاه الجنوبي التقليدي، بهدف إنتاج طاقة أكبر في فترتي الصباح والمساء، حيث تنخفض كفاءة المحطات التقليدية.
تُزرع حاليًا بين الألواح نباتات قمح الشتاء، وذلك في إطار تجربة تهدف إلى اختبار أداء المحاصيل تحت الظل الجزئي الذي توفره الألواح. وأوضح المهندس كوربينيان شوفينيوس أن التصميم العمودي يتيح إنتاج الكهرباء في الأوقات التي تكون فيها المحطات الأخرى شبه متوقفة، مما يجعل هذا النظام أكثر كفاءة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية.
من جهته، أكد المهندس الزراعي ستيفان دريسمن أن هذا النموذج يتيح "استخدامًا مزدوجًا للأرض"، حيث يمكن توليد الطاقة مع الحفاظ على النشاط الزراعي دون فقدان المساحات. وتوقع أن يكون الانخفاض في إنتاج المحاصيل طفيفًا مقارنة بالعائد الناتج عن الكهرباء المنتجة.
وأضاف دريسمن أن الظل الذي توفره الألواح قد يساهم في تقليل تبخر المياه خلال فترات الجفاف المتكررة، مما يجعل هذا المشروع مفيدًا أيضًا في مواجهة آثار تغير المناخ.
تضم الحديقة حوالي 400 لوح شمسي، وبلغت تكلفتها الإجمالية 200 ألف يورو، وتمول وزارة البيئة في ساكسونيا السفلى جزءًا منها بمبلغ 400 ألف يورو، وذلك ضمن إطار بحثي يستمر لمدة ثلاث سنوات، بهدف تقييم مدى جدوى الجمع بين الإنتاج الزراعي والطاقة الشمسية. ويأمل القائمون على المشروع أن يشكل هذا النموذج نواة لمفهوم جديد يُعرف باسم «الحصاد المزدوج» — إنتاج الغذاء والكهرباء في آن واحد.