الثلاثاء, 22 يوليو 2025 12:56 AM

سباق محموم لخفض استهلاك الطاقة في عالم الذكاء الاصطناعي: تحديات وحلول

سباق محموم لخفض استهلاك الطاقة في عالم الذكاء الاصطناعي: تحديات وحلول

مع التوسع المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والاعتماد المتزايد عليها عالمياً، يواجه قطاع التكنولوجيا تحدياً بيئياً واقتصادياً كبيراً يتمثل في ارتفاع استهلاك الطاقة. تشير تقديرات «الوكالة الدولية للطاقة» إلى أن مراكز البيانات قد تستهلك 3% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030، وهو ضعف النسبة الحالية.

لمواجهة هذا التحدي، يسعى المهندسون والباحثون إلى تطوير مراكز بيانات أكثر كفاءة من خلال استخدام أنظمة تبريد سائل حديثة، مثل نظام IRHX الذي كشفت عنه شركة «أمازون»، والذي يمكن تركيبه بسهولة دون الحاجة إلى تغيير البنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الشرائح الإلكترونية الجديدة أكثر قدرة على تحمل درجات حرارة أعلى، مما يجعل عملية التبريد أكثر فعالية.

أظهرت شركات مثل «إنفيديا» و«ديب سيك» اتجاهاً نحو تحسين كفاءة الرقائق والخوارزميات. وفي الوقت نفسه، قام باحثون في جامعة «ميشيغان» وجامعة «بيردو» بتطوير تقنيات متقدمة لإطالة عمر الشرائح دون التأثير على الأداء، مما يقلل من استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 30%.

في خطوة أخرى لترشيد الاستهلاك، بدأ دمج أجهزة استشعار ذكية في مراكز البيانات لمراقبة الحرارة والرطوبة واستهلاك المياه بدقة عالية. ومع ذلك، تحذر الباحثة يي دينغ من «مفارقة جيفونز»، وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى أن تحسين الكفاءة قد يؤدي في النهاية إلى زيادة الاستهلاك بدلاً من تقليله، نتيجة لانخفاض التكلفة وزيادة الإقبال.

في سياق متصل، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن استثمارات ضخمة تصل إلى 70 مليار دولار في ولاية بنسلفانيا لدعم الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لهذا القطاع.

على الرغم من التقدم الكبير في تقنيات التبريد والبرمجة والتصميم، يتفق الخبراء على أن استهلاك الطاقة سيظل في ارتفاع، وإن كان بوتيرة أبطأ. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توازن حقيقي بين تسارع الابتكار التكنولوجي والحد من الأثر البيئي الناتج عنه.

مشاركة المقال: