في خطوة تعكس التزامها بتجاوز الماضي، أعلنت سوريا عن تفعيل بعثتها الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. يأتي هذا القرار تأكيداً على رغبة دمشق في إغلاق صفحة الإرث الأسود الذي خلّفه النظام البائد.
أعلن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يوم الجمعة عن اعتماد الدكتور محمد كتوب مندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأكد الشيباني في منشور عبر منصة "X" أن هذا التعيين يأتي التزاماً بإغلاق صفحة الماضي.
كما أعرب الشيباني عن تقدير سوريا لدولة قطر على دعمها المتواصل في هذا الملف المعقد منذ بداية التحرير.
وفي سياق التعاون السوري مع المنظمة، كانت الخارجية السورية قد أعلنت في وقت سابق عن اعتماد اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم دولي واسع، قراراً يبرز مرحلة التعاون الإيجابي والمتقدم بين سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار بيان الوزارة إلى أن القرار يرحب بجهود الحكومة السورية وتعاونها الكامل والشفاف مع المنظمة، ويدعو إلى تقديم الدعم الدولي لها، مع التركيز على التزام سوريا بالعمل البنّاء لتعزيز الشفافية وإعادة بناء الثقة.
يذكر أن الشيباني شارك في 5 آذار الماضي، للمرة الأولى في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
الدكتور كتوب، الذي تم تعيينه مندوباً دائماً، كان شاهداً على عدة هجمات كيميائية، بما في ذلك الهجوم الذي نفذه نظام الأسد في الغوطة الشرقية عام 2013. وبعد خروجه من سوريا، تعاون مع فرق التحقيق الدولية وقدم دعماً للمجموعات المعنية بالضحايا والناجين.
شارك كتوب أيضاً في جهود المناصرة، وقدم إحاطات أمام مجلس الأمن الدولي والعديد من المحافل الدولية، وعمل مع منظمات غير حكومية ومراكز أبحاث. كما أنه جهة ادعاء مدنية ضد رأس النظام البائد في قضية استخدام السلاح الكيميائي.
بعد التحرير، التحق كتوب بوزارة الخارجية والمغتربين وعمل في إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية، وساهم في تسهيل زيارات ميدانية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولقاءات مع الشهود والضحايا، وتطوير قدرات الفرق المحلية المعنية بحماية السكان من مخلفات الأسلحة الكيميائية.
الدكتور كتوب هو خريج جامعة دمشق كلية طب الأسنان، وحاصل على زمالة من مركز الصحة العالمية والدبلوماسية والاقتصاد في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وزمالة من مركز حقوق الإنسان في الجامعة نفسها.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، نفذ النظام البائد 217 هجوماً كيماوياً منذ بدء الثورة في 2011، بما في ذلك مجزرة الكيماوي الكبرى في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في 21 آب 2013، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 مدني وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين.
الوطن