الأحد, 15 يونيو 2025 02:35 AM

سوريا في مرمى النيران: تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل يهدد المنطقة

سوريا في مرمى النيران: تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل يهدد المنطقة

شهدت سماء العاصمة السورية دمشق وريفها الجنوبي، ليلة الجمعة، سلسلة انفجارات متتالية ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية لرشقات صاروخية إيرانية أُطلقت باتجاه الأراضي المحتلة. وأكد مراسل منصة سوريا ٢٤ أن الصواريخ الإيرانية عبرت الأجواء السورية في طريقها إلى إسرائيل، ما دفع إلى تحليق كثيف فوق المناطق الجنوبية والغربية من البلاد.

أدى التصدي العنيف للصواريخ إلى حالة من الارتباك في حركة الطيران المدني داخل سوريا، حيث أعلنت الخطوط الجوية السورية تعليق جميع رحلاتها مؤقتًا حتى إشعار آخر، قبل أن تُستأنف بشكل تدريجي صباح السبت بعد إعادة تقييم الوضع الأمني. وشهدت الرحلة القادمة من إسطنبول تلك الليلة تحويل مسارها إلى مطار حلب الدولي بدلًا من دمشق، مع توفير حافلات لنقل الركاب من حلب إلى دمشق.

من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري تمديد إغلاق بعض الممرات الجوية حتى الساعة 08:00 من صباح اليوم السبت، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان السلامة الكاملة للطائرات المدنية. وأضافت أن بعض الممرات الجوية في المناطق الوسطى والشمالية ستبقى مفتوحة، بما فيها تلك التي تربط بين مطاري دمشق وحلب والممرات الدولية، وهي بعيدة عن أي احتمالات تهدد الطائرات.

في السياق ذاته، أوقفت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى كل من إيران والعراق وسوريا والأردن حتى يوم الاثنين المقبل، في خطوة تشير إلى تفاقم التوترات على مستوى المنطقة.

دعوة للحذر من الأجسام المشبوهة

حذّر وزير الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، المواطنين من التجمهر أو الصعود إلى الأسطح خلال التصعيد العسكري، داعيًا إلى الحفاظ على السلامة الشخصية. وشدد على ضرورة عدم الاقتراب من أي حطام أو أجسام غريبة قد تسقط نتيجة الضربات الجوية، وترك التعامل معها لفرق الهندسة العسكرية المتخصصة فقط، مع الإبلاغ الفوري عنها.

تصعيد عسكري مستمر بين إيران وإسرائيل

دخل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يومه الثاني، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت منشآت نووية في مدينة أصفهان الإيرانية، بحسب ما أعلنته المصادر الإسرائيلية. واستهدفت الضربات البنية التحتية المرتبطة بتخصيب اليورانيوم، في خطوة تهدف -بحسب إسرائيل- إلى منع إيران من امتلاك القدرة النووية.

وردّت إيران بهجوم صاروخي واسع، أطلقت خلاله دفعات متتالية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضمن عملية سُمّيت “الوعد الصادق 3″، طالت مواقع في تل أبيب والقدس ومناطق شمال إسرائيل مثل طبرية. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا، فيما انهارت مبانٍ بالكامل وأُصيبت مناطق بأضرار مادية كبيرة.

في المقابل، أكدت إيران أنها تعرضت لخسائر بشرية ومادية كبيرة، واتهمت الخارجية الإيرانية إسرائيل بـ”تجاوز كل الخطوط الحمراء” بدعم أمريكي، بينما حذّر سفير إيران لدى الأمم المتحدة من تصاعد التصعيد إذا لم يتم التصدي لإسرائيل.

من جهته، برر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة الهجمات بأنها ضرورية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى أن طهران كانت قريبة من تصنيع قنابل نووية. كما هددت إسرائيل بشن ضربات مباشرة على النظام الإيراني إذا استمر إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

ردود فعل دولية وتحذيرات من حرب أوسع

فيما تصاعدت الدعوات الدولية لخفض التوتر، حذّرت الولايات المتحدة من “عواقب وخيمة” في حال استهداف إيران للمصالح أو القوات الأمريكية في المنطقة، مؤكدة أنها كانت على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية لكنها لم تشارك في تنفيذها.

وفي الوقت الذي تستمر فيه عمليات الإنقاذ في إسرائيل، وسط دمار كبير في عدد من المدن، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مواجهة أوسع، مع تبادل التهديدات بين الأطراف، وغياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة.

مشاركة المقال: