أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، عن تحسن ملحوظ في العلاقات مع سوريا، وذلك عقب لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد مطلع الشهر الجاري. وأشار غروسي إلى أن دمشق أبدت مرونة في التعامل مع الوكالة، مما أثمر عن توقيع اتفاقات جديدة بين الجانبين.
وأكد غروسي حصول الوكالة على حق الوصول الفوري وغير المقيد إلى المواقع المرتبطة بتوضيح الأنشطة النووية السابقة في سوريا. وأوضح أن اللقاء مع الرئيس الأسد أسفر عن توقيع اتفاقيات جديدة ضمن مبادرتي "الذرة من أجل الغذاء" و"أشعة الأمل"، بهدف تعزيز التعاون التقني والإنساني بين الطرفين.
تشمل الاتفاقيات مجالات حيوية مثل أمن الغذاء ومكافحة السرطان. وأشار مدير الوكالة إلى اهتمام الرئيس السوري بالحصول على الطاقة النووية لسوريا في المستقبل، معرباً عن تفاؤله بالتعاون القائم.
لم يتطرق الجانبان إلى ذكر المفاعل النووي الصغير التابع للوكالة السورية للطاقة الذرية قرب دمشق، والذي يواجه صعوبات تقنية منذ عام 2000 بسبب استنفاذ اليورانيوم المخصّب الموجود داخله، نتيجة للقيود الأمريكية السابقة.
وفي تصريح لموقع "حلب اليوم"، أكد فيزيائي سوري (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن المفاعل بحثي ومخصص لأغراض سلمية بحتة، تشمل التحليل والتدريب، والتجارب الهندسية والفيزيائية، وإنتاج النظائر المشعة المستعملة في مكافحة السرطان. وأشار إلى أن المفاعل البحثي الواقع قرب منطقة "السومرية" غربي دمشق، كان لسنوات مصدرا للنظائر المشعة للاستخدام الطبي في سوريا ولبنان والأردن.
وأوضح المصدر أن كمية الوقود الموجودة في المفاعل بدأت في النفاد منذ عام 2000، مما دفع القائمين عليه إلى اللجوء إلى تقنية "التصفيح" للحفاظ على أكبر قدر ممكن من النيوترونات والأشعة النووية.
وفي عام 2015، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك، يوكيا أمانو، أنهم يدرسون طلباً من النظام السوري للمساعدة في تحويل المفاعل لاستخدام وقود بدرجة تخصيب أقل، بهدف منع "استغلاله في تصنيع القنابل".
ويرجح الفيزيائي السوري أن المفاعل يعمل حالياً بالحدود الدنيا، مستبعداً قدرته على إنتاج النظائر المشعة بالمستوى السابق. وأكد أن كافة مرافق هيئة الطاقة الذرية السورية تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يُذكر أن روسيا قد وقعت اتفاقية "تعاون نووي" للأغراض السلمية مع النظام السوري في خريف عام 2020، تشمل مجالات استخدام التقنيات الإشعاعية في الطب والزراعة والصناعة.
يشار إلى وجود مفاعل مشابه في إيران، لكنه أكبر حجما حيث تبلغ قدرته 5 ميجاواط، في مقابل 30 كيلوواط فقط لنظيره السوري.