الخميس, 11 سبتمبر 2025 08:35 PM

سيناريو افتراضي: كيف يمكن لمقاتلات إسرائيلية مهاجمة الدوحة؟ تحليل للمسارات المحتملة

سيناريو افتراضي: كيف يمكن لمقاتلات إسرائيلية مهاجمة الدوحة؟ تحليل للمسارات المحتملة

في سيناريو افتراضي، يتناول غاندي المهتار في تقريره المنشور في 9 أيلول/سبتمبر 2025، عملية افتراضية تحت اسم "قمة النار"، حيث تقوم إسرائيل بشن غارة جوية بعيدة المدى تستهدف قادة حركة "حماس" المقيمين في العاصمة القطرية الدوحة.

وفقًا لتقرير في "غلف نيوز"، تفترض العملية استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لـ 15 مقاتلة، تقطع مسافة 2250 كيلومترًا من قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية إلى الدوحة. تتطلب هذه المسافة تزويد الطائرات بالوقود في الجو، قبل إطلاق أكثر من 10 صواريخ دقيقة على هدف في منطقة بحيرة الخليج الغربي في قطر.

يرجح خبراء عسكريون أن إسرائيل ستستخدم مقاتلات "شبح" من طراز "F-35I Adir"، ترافقها مقاتلات "F-15I Ra’am" لتوفير الحماية والدعم اللازم. ويُفترض أن تكون هذه المقاتلات مزودة بخزانات وقود خارجية وصواريخ مواجهة بعيدة المدى قادرة على ضرب الهدف من خارج المجال الجوي القطري. وقد صرح رئيس الوزراء القطري بأن إسرائيل استخدمت "أسلحة لم يستطع الرادار اكتشافها"، مما يسلط الضوء على قدرات التخفي المستخدمة في العملية الجوية.

يحدد الخبراء أربعة مسارات محتملة يمكن لإسرائيل استخدامها للوصول إلى الهدف في الدوحة:

  1. المسار الأول: المسلك الجنوبي عبر الأجواء السعودية: يرى الخبراء أن مسار "قمة النار" قد يتجه شرقًا، عبر المجال الجوي للمملكة العربية السعودية. هذا المسار ممكن نظراً لأن الأجواء السعودية مفتوحة للعبور منذ تموز/يوليو 2022، حتى للخطوط الجوية المدنية الإسرائيلية. ويرى البعض أن هذا المسلك هو الأكثر أمانًا ويوفر خيارات هروب أكثر للمقاتلات الإسرائيلية عبر شبه الجزيرة العربية باتجاه الخليج العربي. ومع ذلك، يُستبعد هذا الاحتمال، إذ من غير المرجح أن تسمح الرياض بعبور مقاتلات حربية مجالها الجوي لمهاجمة دولة خليجية، خاصة وأن السماح بعبور مجالها الجوي مقتصر على الطائرات المدنية والتجارية.
  2. المسار الثاني: المسلك الشمالي: هذه الفرضية مستبعدة، فالأردن والعراق يرفضان عبور المقاتلات الإسرائيلية مجالهما الجوي. وقد أصدرت قيادة القوات المسلحة الأردنية بيانًا رسميًا نفت فيه مزاعم استخدام المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي الأردني، ووصفتها بأنها "تلفيقات كاذبة لا أساس لها من الصحة".
  3. المسار الثالث: المسلك البحري: نظرًا للسرية التي أحاطت بالعملية، قد تكون المقاتلات الإسرائيلية قد استهدفت مقر حماس في الدوحة بصواريخ موجهة أطلقتها من المياه الدولية في الخليج العربي، وفقًا لـ "يديعوت أحرونوت". استخدام صواريخ دقيقة يزيد مداها الأقصى عن 300 كيلومتر يسمح بشن ضربات دون تحليق المقاتلات فعليًا فوق الأراضي القطرية. ويفترض موقع Defense Security Asia أن إسرائيل ربما استخدمت صواريخ "كروز" أطلقتها من غواصات "Daulphin" التابعة للبحرية الإسرائيلية، المتمركزة في مياه الخليج العربي الدولية. كما يرجح الموقع نفسه استخدام مسيّرات بعيدة المدى من طراز "IAI Eitan".
  4. المسار الرابع، وهو الأكثر ترجيحاً: عبور الأجواء السورية والعراقية: الطيران الحربي الإسرائيلي ناشط فوق سوريا والعراق، مما يسمح لإسرائيل بحرية الحركة للوصول إلى المياه الدولية في الخليج العربي.

تفاصيل إضافية:

بغض النظر عن المسلك، لا يمكن للمقاتلات الإسرائيلية قطع مسافة 2250 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا بين إسرائيل وقطر دون التزود بالوقود جوًا. لا بد من أن هذه المقاتلات احتاجت إلى حاملات وقود من طراز "KC-707 Saknai" لإتمام المهمة.

ومن المثير للاهتمام أن ناقلة وقود بريطانية من طراز "Voyager"، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، كانت تجري تدريبات فوق قطر لحظة الهجوم، على الرغم من أن المسؤولين البريطانيين أكدوا أن هذه الناقلة كانت جزءًا من مناورات "الصقر الجارح" السنوية التي تجري في قطر، وهي غير متوافقة مع أنظمة التزوّد بالوقود في المقاتلات الإسرائيلية.

استغرق التخطيط المكثف لهذه العملية، التي أرادت منها إسرائيل الخلاص نهائيًا من قيادة حماس في الخارج، شهرين إلى ثلاثة أشهر. ومرجح أن تكون إسرائيل قد استخدمت قدرات إلكترونية متطورة للتشويش على رادارات الدفاع الجوي القطرية، ولاستغلال نقاط الضعف في أنظمة الإنذار المبكر التي توفرها الولايات المتحدة لقطر.

ففشل أنظمة باتريوت PAC-3 وNASAMS المتقدّمة المستخدمة للدفاع الجوي في قطر، التي تستضيف قاعدة العديد الأميركية، في اكتشاف التهديد الجوي واعتراضه، إشارة إلى أمرٍ من اثنين: تشويش إلكتروني لا يمكن ردّه، أو حسن استغلال لـ"نقاط عمياء" في أنظمة الرادار الأميركية.

مشاركة المقال: