السبت, 12 يوليو 2025 04:56 AM

شمة السالم: من ريف الرقة إلى رائدة الأعمال.. قصة نجاح ملهمة

شمة السالم: من ريف الرقة إلى رائدة الأعمال.. قصة نجاح ملهمة

تتجاوز قصة شمة السالم كونها مجرد نجاح فردي، فهي تجسد تحولاً اجتماعياً حقيقياً تقوده امرأة من ريف الرقة، تحدت التقاليد والأعراف، وأعادت صياغة دور المرأة في مجتمعها. ففي قرية تشرين، حيث لا تزال التقاليد محافظة، اختارت شمة، الأم لخمسة أطفال، أن تكون الصوت المؤثر الذي يمهد الطريق للتغيير.

انطلقت شمة بخطوة جريئة بتأسيس مطعم صغير في قريتها، متحدية الصورة النمطية لعمل المرأة، خاصة في مجال يعتبر جديداً في بيئة محافظة. وعلى الرغم من التحديات المادية والضغوط الاجتماعية، أثبتت أن الشغف والعمل الجاد قادران على تحقيق النجاح.

تقول شمة السالم في حديث لـ "سوريا 24": "لم يكن الطريق سهلاً، لكنه كان يستحق كل لحظة. أردت أن أُظهر لأطفالي ولنساء قريتي أن الطموح لا يعرف حدوداً، وأن لكل امرأة الحق في أن تحلم وتسعى."

لم يأتِ نجاح المطعم صدفة، بل كان نتيجة المثابرة المستمرة والتركيز على جودة الطعام والخدمة، مما جعله محط أنظار أهالي القرية والزوار على حد سواء.

يعلق موسى الخلف، أحد سكان قرية تشرين، لـ "سوريا 24":

"شمة مثال يحتذى به. لقد غيرت نظرتنا لدور المرأة، وأثبتت أنها قادرة على النجاح في أي مجال تختاره."

بدورها، تؤكد مريم الأحمد، صديقتها المقربة: "إن مشاهدتها تعمل بجد إلى جانب زوجها، وتواصل حلمها رغم التحديات، يمنحنا جميعاً دافعاً للاستمرار وعدم الاستسلام."

وتضيف ميساء العلي، ناشطة في قضايا المرأة: "مطعم شمة لا يقدم الطعام فقط، بل يقدم رسالة قوية عن قدرة المرأة على قيادة التغيير الاقتصادي والاجتماعي من داخل المجتمع نفسه."

اليوم، لا تكتفي شمة بما حققته، بل تطمح إلى توسيع مشروعها ليشمل خدمات أكثر وتوفير فرص عمل للنساء من حولها، مساهمة بذلك في تمكين نساء القرية اقتصادياً، وفي بناء نموذج تنموي محلي تقوده نساء بمبادرات فردية.

وتوضح رؤيتها المستقبلية لـ "سوريا 24": "أحلم أن يكبر هذا المشروع ليكون منصة لنساء كثيرات مثلي، نساعد بعضنا ونخلق بيئة تشجع الطموح والإبداع."

قصة شمة السالم ليست مجرد سيرة نجاح في وجه التحديات، بل دعوة مفتوحة لكل امرأة تقف على عتبة القرار، بأن التغيير ممكن، وأن الإيمان بالنفس والعمل بإخلاص يمكن أن يشقا الطريق حتى في أقسى الظروف.

مشاركة المقال: