الإثنين, 20 أكتوبر 2025 02:47 PM

صعوبات التعلم: اضطراب عصبي يعيق اكتساب المهارات.. الأسباب والأنواع وكيفية التعامل

صعوبات التعلم: اضطراب عصبي يعيق اكتساب المهارات.. الأسباب والأنواع وكيفية التعامل

تُعد صعوبات التعلم من أبرز التحديات التربوية والنفسية التي تواجه شريحة واسعة من الأشخاص حول العالم. يوضح د. أكرم خولاني أن هذه الصعوبات لا تقتصر على صعوبة القراءة والكتابة فحسب، بل تمتد لتشمل صعوبة التعامل مع المعلومات، والتواصل مع الآخرين، وتعلم مهارات التخطيط وتنظيم الوقت. لذا، تحظى هذه الصعوبات باهتمام متزايد من قبل المختصين في مجالات التعليم والصحة النفسية.

ما هي صعوبات التعلم؟

صعوبات التعلم هي اضطرابات عصبية تؤثر على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، مما يسبب صعوبة في اكتساب أو استخدام مهارات معينة كالقراءة والكتابة والحساب، وذلك على الرغم من تمتع الشخص بذكاء طبيعي أو فوق المتوسط. هذا يعوق قدرة الطفل على السير في العملية التعليمية بشكل طبيعي. تجدر الإشارة إلى أن حدة صعوبات التعلم ووقت ظهورها يختلف من شخص لآخر، وينعكس ذلك على تقدير الإنسان لذاته وقدرته على التواصل والتكيف مع محيطه الاجتماعي.

تختلف نسب الإصابة بصعوبات التعلم من بلد لآخر، فبينما تتراوح النسبة بين 5 و12% من السكان في آسيا، تكون حوالي 10-15% في أوروبا، وقد يرجع ذلك إلى اختلاف معايير التشخيص والوعي المجتمعي بين الدول.

ما هي أسباب صعوبات التعلم؟

لا يزال السبب الأساسي وراء صعوبات التعلم غير معروف بشكل قاطع، ولكن هناك بعض النظريات حول أسباب حدوث هذه الحالات، وتشمل:

  • أسباب تربوية: استخدام أساليب تعليم غير ملائمة لقدرات الطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف، وضعف التفاعل بين المعلم والطالب، ونقص الوسائل التعليمية المناسبة، وتدني كفاءة المعلمين في اكتشاف الصعوبات والتعامل معها.
  • أسباب وراثية: تميل صعوبات التعلم إلى إصابة العديد من الأفراد داخل العائلة نفسها، ويعتقد أن الوراثة يمكن أن تلعب دورًا، ولكن لا يزال الباحثون يناقشون ما إذا كانت هذه الحالات وراثية، أو ناتجة عن تعلم سلوكيات مكتسبة داخل الأسرة.
  • عوامل صحية: يُعتقد أن إعاقات التعلم يمكن أن تُعزى إلى مشكلات في نمو الدماغ، قبل الولادة أو بعدها، ولهذا السبب قد تكون لمشكلات مثل انخفاض الوزن عند الولادة أو نقص الأكسجين أو الولادة المبكرة علاقة باضطرابات التعلم، وقد يكون أيضًا الأطفال الصغار الذين قد تعرضوا لإصابات في الرأس أو التهاب السحايا عرضة لخطر تطوير صعوبات التعلم.
  • تأثيرات بيئية: قد يسهم تعرض الرضع والأطفال الصغار للسموم البيئية، مثل الرصاص الذي يمكن العثور عليه في بعض البيوت القديمة في شكل طلاء الرصاص أو أنابيب المياه الرصاصية، في حدوث صعوبات التعلم، كما أن سوء التغذية في بداية الحياة قد يؤدي إلى إعاقات في التعلم في وقت لاحق من الحياة.

ما هي أنواع صعوبات التعلم؟

تتمثل صعوبات التعلم في انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديمية الأساسية التالية:

  • اضطراب المعالجة السمعية: يُعرف أيضًا باسم اضطراب المعالجة السمعية المركزية، وهي حالة تؤثر سلبًا على كيفية معالجة الصوت أو انتقاله من الدماغ دون وجود عوائق أو مشكلات في الأذن، ولا يتعرف الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة على الفروقات الدقيقة بين الأصوات في الكلمات، حتى عندما تكون الأصوات عالية وواضحة بما يكفي لسماعها، كما يمكن أن يجدوا صعوبة في معرفة مصدر الأصوات، أو فهم ترتيب الأصوات، أو حجب الأصوات في الخلفية.
  • صعوبات القراءة (ديسلكسيا): وهي صعوبات التعلم في القراءة، وتظهر بعدة أشكال منها صعوبات تمييز الأصوات، وصعوبات تمييز شكل الحروف، وصعوبات الفهم القرائي، وصعوبات تمييز مركبة، ويظهر الأطفال الذين لديهم صعوبات قراءة محددة الخصائص التالية:
    • يكرر الكلمات ولا يعرف إلى أين وصل.
    • يخلط بين الكلمات والحروف المتشابهة.
    • يستخدم أصابعه لتتبع المادة التي يقرأها.
    • لا يقرأ عن طيب خاطر وعندما يقرأ لا يقرأ بطلاقة.
    • يصعب عليه ربط الأصوات بالأحرف الملائمة.
    • يعكس الأحرف والكلمات.
  • صعوبات الكتابة (ديسغرافيا): ولها أيضًا عدة أشكال، منها صعوبات الكتابة الإملائية، وصعوبات إنتاج الخط، وعادة ما يُظهر الطفل ذو صعوبات الكتابة الخصائص التالية:
    • لا يستطيع تتبع الكلمات في السطر الواحد، ويصعب عليه نسخ ما يكتب على السبورة.
    • يستخدم تعبيرًا كتابيًا لا يتلاءم وعمره الزمني، وعادة يكون بطيئًا في إتمام الأعمال الكتابية.
    • يضغط كثيرًا على القلم أو يضغط القلم على الورقة، ولا يحافظ على حجم واحد للكلمات، ويتذمر من الكتابة.
    • أحيانًا يكتب بصورة عكسية، أو يعكس كتابة الكلمات والحروف والأرقام.
  • صعوبات الحساب (ديسكلكوليا): وهي صعوبات شديدة يواجهها الطفل في إجراء المهام الحسابية، والتعامل مع الأرقام والأعداد والعمليات المختلفة، وقد يُظهر الطفل الخصائص التالية:
    • يواجه صعوبة في حل المشكلات الرياضية المتضمنة في القصص.
    • يصعب عليه المطابقة بين الأرقام والرموز أو العدد ومفهوم العدد.
    • يصعب عليه إدراك المفاهيم الحسابية.
    • لا يتذكر القواعد الحسابية.
    • يخلط بين الأعمدة والفراغات.
  • اضطراب معالجة اللغة: وهو نوع محدد من اضطرابات المعالجة السمعية حيث توجد صعوبة في إرفاق معنى للمجموعات الصوتية التي تُشكّل كلمات وجملًا وقصصًا، وفي حين أن اضطراب المعالجة السمعية يؤثر على تفسير جميع الأصوات القادمة إلى الدماغ، فإن اضطراب معالجة اللغة يتعلق فقط بمعالجة اللغة، ويمكن أن يؤثر على اللغة التعبيرية و/أو اللغة الاستقبالية.
  • اضطراب التعلم غير اللفظي: وهو اضطراب يتميز عادة بالتناقض الكبير بين المهارات اللفظية الضعيفة والحركية الضعيفة والمهارات البصرية والمكانية والاجتماعية، وعادة ما يواجه الشخص المصاب مشكلة في تفسير الإشارات غير الشفهية مثل تعبيرات الوجه أو لغة الجسد، وقد يكون تنسيقه ضعيفًا.
  • اضطراب بصري إدراكي/ بصري حركي: وهو اضطراب يؤثر على فهم المعلومات التي يراها الشخص، أو القدرة على الرسم أو النسخ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى:
    • اختلافات طفيفة في الأشكال أو الحروف المطبوعة.
    • فقدان المكان بشكل متكرر.
    • إمساك قلم الرصاص بإحكام شديد.
    • ضعف التنسيق بين العين واليد.

وتجدر الإشارة إلى أنه ليس كل طفل يُظهر بعضًا من الخصائص السابقة يجزم بوجود صعوبات تعلم محددة، فقد تكون من المشكلات أو الصعوبات العادية التي تؤدي للتأخر الدراسي وتعود لأسباب بيئية أو اجتماعية أو أساليب تعليم خاطئة، أي أسباب خارجية وليست داخلية كما هي بالنسبة لصعوبات التعلم المحددة، والذي يحدد الحالة هو الأخذ بعين الاعتبار جميع محددات التشخيص، ولا بد عند الشك بوجود هذه الأمور من اللجوء إلى مختص التربية الخاصة أو اختصاصي صعوبات التعلم، لإجراء التشخيص والتقييم المناسب ضمن فريق مختص.

مشاركة المقال: