الخميس, 25 سبتمبر 2025 08:53 PM

عباس يخاطب الأمم المتحدة عبر الفيديو بعد رفض واشنطن تأشيرته، وترامب يقترح خطة جديدة لغزة

عباس يخاطب الأمم المتحدة عبر الفيديو بعد رفض واشنطن تأشيرته، وترامب يقترح خطة جديدة لغزة

يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول لحضور أعمال الدورة الثمانين للمنظمة الدولية. يأتي هذا في وقت أعلنت فيه دول غربية اعترافها بدولة فلسطين.

وتأتي كلمة عباس بعد يوم من تأكيد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن الرئيس دونالد ترامب عرض على دول عربية ومسلمة خطة جديدة تهدف إلى وضع حد للحرب، بينما تواصل إسرائيل ضرباتها وتوسع هجومها البري على مدينة غزة.

رفضت واشنطن منح تأشيرات لعباس ونحو 80 شخصًا آخرين من أعضاء منظمة التحرير أو مسؤولي السلطة، الذين كان من المقرر أن يحضروا الجمعية العامة. وانتقدت الخارجية الأميركية المسؤولين الفلسطينيين بسبب "الجهود الرامية إلى ضمان الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية افتراضية".

على هامش الجمعية العامة، أعلنت دول غربية، من بينها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة لاقت تنديدًا من واشنطن وإسرائيل، التي لوّح مسؤولون فيها بالرد عبر ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الخميس انتقاده للدول التي اعترفت بفلسطين، قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة حيث سيتحدث أمام الجمعية العامة يوم الجمعة ويلتقي ترامب. وقال نتانياهو: "في الجمعية العامة سأتحدث عن حقيقتنا – حقيقة مواطني إسرائيل، حقيقة جنودنا، وحقيقة أمتنا"، مضيفًا "سأدين هؤلاء القادة الذي عوضا عن إدانة المجرمين… يريدون منحهم دولة في قلب إسرائيل. هذا لن يحصل".

وكان عباس قد رحب بخطوة هذه الدول، وألقى كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك برئاسة فرنسا والسعودية. وندد بالهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إضافة إلى "جرائم الاحتلال" الإسرائيلي. ودعا الحركة إلى تسليم سلاحها، مشددًا على أنه "لن يكون لحماس دور في الحكم، وعليها وغيرها من الفصائل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية".

وتسعى دول عربية وغربية إلى أن يكون للسلطة دور في إدارة غزة عقب الحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية بلغت حد المجاعة بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة في آب/أغسطس.

على هامش الجمعية العامة، قال ويتكوف إن الولايات المتحدة عرضت "خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط وغزة مؤلفة من 21 نقطة"، وذلك خلال اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب وقادة دول عربية ومسلمة الثلاثاء في نيويورك. وقال "لدينا أمل، ويمكنني القول إننا واثقون بأننا سنتمكن في الأيام المقبلة من إعلان اختراق ما"، موضحًا أن الخطة "تعالج هواجس إسرائيل وكذلك هواجس كل الجيران في المنطقة".

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض وكالة فرانس برس بأن ترامب يريد "وضع حد سريعا" للحرب في القطاع، مشيرًا إلى أن الدول المشاركة في الاجتماع "أعربت عن أملها في العمل مع المبعوث الخاص ويتكوف لدراسة خطة الرئيس".

على صعيد آخر، يعقد في مقر الأمم المتحدة يوم الخميس اجتماع بشأن مستقبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقال مفوضها العام فيليب لازاريني: "منذ 75 عاما، قدّمت الأونروا التعليم الأساسي والمجاني للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة. لديها خطط وقدرة على مرافقة العودة التدريجية إلى التعليم في غزة، عندما يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار".

ميدانيا، قتل 20 شخصا على الأقل بضربات إسرائيلية يوم الخميس. وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بمقتل 11 شخصا "إثر غارة جوية إسرائيلية على منزل لعائلة أبو دحروج كان يؤوي نازحين شمال الزوايدة" وسط القطاع، مشيرا الى أن من بينهم "عدة أطفال". كما أفاد بسقوط "5 شهداء ومصابين في غارة إسرائيلية على منطقة النفق في شمال شرق مدينة غزة".

بدوره، أكد مستشفى ناصر تلقي أربع جثث إثر قصف غرب مدينة خان يونس.

وباشرت إسرائيل حملة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حماس، بعد قرابة سنتين على اندلاع الحرب التي دمرت القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إن نحو 550 ألف فلسطيني نزحوا من المدينة خلال الأيام الأخيرة، بينما أفاد الدفاع المدني فرانس برس الجمعة بأن 450 ألفا نزحوا من مدينة غزة نحو جنوب القطاع منذ نهاية آب/أغسطس.

وتعدّ غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعدما تكدس فيها عدد كبير من النازحين إثر تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قدّرت في آب/أغسطس عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.

وتواجه الدولة العبرية ضغوطا دولية لوقف الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية. وعلى مدى نحو عامين، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بما لا يقل عن 65502 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة بها. ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.

مشاركة المقال: