الجمعة, 5 ديسمبر 2025 09:53 PM

عبد المجيد عنجاري: من ناشط صحفي إلى شاهد على انتصار حماة بعد 12 عامًا من النضال

عبد المجيد عنجاري: من ناشط صحفي إلى شاهد على انتصار حماة بعد 12 عامًا من النضال

حماة-سانا: في الذكرى السنوية لانتصار الثورة السورية، نلقي الضوء على قصة الصحفي والناشط عبد المجيد عنجاري، ابن مدينة حماة، الذي اضطر لمغادرة مدينته في عام 2011 بسبب ممارسات النظام، ليعود إليها منتصرًا في عام 2024 بعد سقوط النظام.

في لقاء مع سانا، يروي عنجاري رحلته التي استمرت 12 عامًا، منذ مغادرته حماة وحتى عودته إليها في أواخر العام الماضي. خلال هذه الفترة، عمل كناشط صحفي، ناقلاً صوت السوريين ومعاناتهم عبر وسائل الإعلام، متنقلاً بين محافظتي حماة وإدلب.

يقول عنجاري: "كنت طالباً في معهد التكييف والتبريد، وفجأة وجدت نفسي بين الثوار ضد نظام الأسد. شاركت في المظاهرات في حماة منذ البداية، ثم انتقلت إلى التوثيق الإعلامي مع زملاء عبر غرف السكايب، ولم ألتق بهم شخصياً إلا بعد التحرير."

ويضيف: "أنا ابن حي الأربعين في حماة، الحي الذي ارتكب فيه النظام مجزرة راح ضحيتها 90 شهيداً. بعد ذلك، أصبحت مطلوباً للنظام، واضطررت لمغادرة الحي إلى ريف المدينة، حيث عملت في الإعلام وتعلمت التصوير في المجال العسكري، ثم تطور الأمر إلى تصوير تقارير صحفية في المجال الإنساني. عملت مع عدة مواقع إعلامية وبقيت في هذا المجال حتى انتصار الثورة."

وحول بداية عمله بعد خروجه من حماة، يوضح عنجاري: "أول مدينة انتقلت إليها خارج حماة هي كفر زيتا، التي احتضنتنا كثوار. بعدها انتقلنا إلى عدة أماكن لتوثيق المعارك فيها، مثل معرة النعمان وخان شيخون وكرناز وطيبة الإمام وكفر نبودة والهبيط. تنقلت كثيراً في منطقتي ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بحسب سير المعارك والعمل العسكري."

ويؤكد عنجاري أن حماة هي بذرة الخير في سوريا، حيث قاومت نظام الأسد منذ زمن طويل، وقدمت شهداء كثر وضحت بأبنائها من أجل خلاص الوطن. ويشير إلى أن خاله كان شهيداً في أحداث 1982، وخاله الآخر انشق عن النظام، ولكنه توفي لاحقاً في سجن صيدنايا.

وعن المواقف الصعبة والمؤثرة في حياته، يقول عنجاري: "مررت بمراحل صعبة، أقساها كان في 2/10/2012 عندما غادرت حي الأربعين في حماة وودعت أمي بعد أن سيطر النظام على المدينة، ووعدتها أن أعود إليها بعد ثلاثة أشهر، ولكن الوعد طال إلى أكثر من 12 عاماً."

ويضيف: "من المواقف الصعبة أيضاً عندما خرجت من مدينة كفر نبودة، التي أقمت فيها فترة من الزمن. يومها هاجمنا النظام بشراسة لكي يسيطر عليها، ولم أخرج منها إلا في اللحظات الأخيرة، وكنت أتألم بشدة لأن المسافة بيني وبين حماة أصبحت أكبر بعداً."

وعن لحظات النصر والتحرير، يختتم عنجاري حديثه قائلاً: "قبل تحرير حماة بعشرين يوماً، اتصلت بوالدتي التي طلبت مني المجيء لرؤيتها، فوعدتها ألا أخيبها، وهذا ما كان فعلاً. تحررت حماة وكانت فرحتي لا توصف، وخاصة عندما اقتربت من حي الأربعين وقررت الدخول رغم أن الاشتباكات لم تتوقف حينها، ولكن حنيني وشوقي لرؤية أمي وأهلي كان أقوى وأجمل."

مشاركة المقال: