الأربعاء, 11 يونيو 2025 09:35 PM

عزمي بشارة يتناول فلسفة نشأة الدول في بحث أكاديمي معمق

دمشق-سانا: يقدم المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة في كتابه "مسألة الدولة" بحوثاً أكاديمية تتناول فلسفة ونظريات نشوء الدول، مستنداً إلى مدارس مختلفة في العلوم السياسية وعلم الاجتماع.

الكتاب، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يُعد مكملاً لكتاب "المجتمع المدني" الذي أصدره بشارة قبل ثلاثين عاماً، والذي تناول وصف الدولة.

يتألف "مسألة الدولة" من جزأين: الأول يضم أحد عشر فصلاً، والثاني ثلاثة فصول، حيث يسعى المؤلف إلى تقديم نظرة مختلفة للدولة وفق مفهوم نقدي إنساني، مستخدماً رؤى متباينة بين الجماعاتية والليبرالية والماركسية، مع استعراض آثار العولمة ومرحلة ما بعد الدولة.

يستكشف الجزء الأول نشوء الدولة عبر التاريخ والمراحل التي مرت بها. يعالج الفصل الأول أهمية دراسة الدولة ويقدم تعريفات لها عبر استقراء واقع الأنظمة، ثم يميز بين الدولة القديمة والحديثة.

الفصل الثاني يخصص للتمييز بين الفلسفة السياسية والنظرية السياسية، مؤكداً ضرورة تجنب تفسير الظواهر الاجتماعية المركبة وفق مبدأ واحد.

الفصل الثالث يرى أن التاريخ بدأ بجماعات شكلت الدول القديمة، وأن الدولة الحديثة نشأت من سلطات قائمة توسعت إقليمياً، وارتكزت شرعيتها على الحكم.

الفصل الرابع يشير إلى أن منظري الدولة الأوائل دافعوا عن سلطات الملك ضد تدخل الكنيسة، ويناقش أفكار روسّو حول العدالة وتمثيل الإرادة للمواطنين.

الفصل الخامس يتناول آراء هيغل وكانط حول الحرية والأخلاق، فيما يدور الفصل السادس حول اعتبار الدولة شخصاً معنوياً فوق المجتمع.

الفصل السابع يتحدث عن معايير وحدود سيادة الدولة، والفصلان الثامن والتاسع يعرفان الدولة والمواطنة، والفصل العاشر يتناول استحالة الفصل بين الدولة ونظام الحكم ما قبل الحداثة.

الفصل الحادي عشر والأخير يتناول الفرق بين بناء الدولة وبناء الأمة، ودور القوميات في نشوء الدول المعاصرة.

يبحث القسم الأول أيضاً في منشأ ومسار الدول في الحضارة الإسلامية، ويلفت إلى تميّز الدولة العثمانية تشريعيّاً، ويعرض الانتقال من فكرة "الرعية" إلى "المواطَنة العثمانية".

يحتوي القسم الثاني على ثلاثة فصول تناقش السيادة والمواطَنة، وبناء جهاز الدولة، والعلاقة بين النخب القديمة والحديثة، وحالات نشوء الدولة الوطنية في مصر وتونس والمغرب وسوريا والجزائر، مبيناً أن البيروقراطية المركزية والحدود الترابية ظهرتا في تونس ومصر قبل الاستعمار.

يناقش القسم الثالث مهمات الدولة الحديثة كالتنمية والخدمات، ويبحث انتقال إستراتيجيات الجماعات الأهلية من رفض السلطة إلى المشاركة فيها.

يذكر أن الدكتور عزمي بشارة كاتب وباحث، يشغل منصب المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويرأس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا.

تابعوا أخبار سانا على ا و

مشاركة المقال: