الأحد, 15 يونيو 2025 05:40 PM

على صفيح ساخن: هل ينزلق التصعيد الإيراني الإسرائيلي نحو حرب شاملة أم تسوية قسرية؟

بقلم: وائل المولى

وسط نيران الصواريخ، وارتباك العواصم الكبرى، بدأت تتبلور ملامح مرحلة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط. هل ستتدخّل الولايات المتحدة عسكريًا لحماية إسرائيل؟ ماذا عن دور بريطانيا وحلف الناتو؟ وهل تحمل تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحوّلًا نوعيًا في الموقف الخليجي من إيران؟ أسئلة ضاغطة تتزاحم مع صواريخ "آرش" فوق تل أبيب، وطائرات اسرائيلية تحلق فوق طهران وتُنبئ إما بولادة تسوية دولية جديدة… أو بولادة حرب لا سقف لها.

أولًا: صواريخ إيران تُغيّر معادلة الردع

الهجوم الإيراني لم يكن مجرّد ردٍّ رمزي، بل عملية استراتيجية متكاملة، أظهرت تطورًا نوعيًا في القدرات:

  • صواريخ “عماد”، “خيبر”، “قادر” وصاروخ فرط صوتي ضربت أهدافًا حيوية، واخترقت الدفاعات الإسرائيلية، ما كشف ضعفًا غير مسبوق في «القبة الحديدية» و«مقلاع داوود».
  • أهداف دقيقة طالت معهد وايزمان، منشآت تصنيع وقود الطائرات، ومحطات طاقة، في رسالة مباشرة بأن طهران تملك بنك أهداف دقيق ومبني على مراقبة استخبارية.
  • طائرات “آرش” المسيّرة أُطلقت على دفعاتٍ موجهة لتشتيت الدفاعات، ما أربك شبكات الرصد والرادار الإسرائيلي.

ثانيًا: إسرائيل في الزاوية – ضغوطٌ داخلية وخارجية

  • خسائر في العمق الإسرائيلي من حيث الضحايا المدنيين والعسكريين والعلماء وتدمير منشآت استراتيجية، بالإضافة لإستقالة قيادات عسكرية وامنية ما فاقم من صورة وصعوبة الوضع الداخلي.
  • طلب اسرائيلي عاجل من البنتاغون لزيادة الدعم العسكري يعكس قلق القيادة الإسرائيلية من تصاعد غير قابل للسيطرة.

التساؤل المطروح: هل تتحمل إسرائيل كلفة حرب استنزاف طويلة الأمد؟ أم أنها تُجبر على قبول تسوية دولية رغماَ عن طموحات نتنياهو .

ثالثًا: السعودية تُدخل الخليج على خطّ الأزمة

في تطوّر لافت، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالًا بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عبّر فيه عن:

  • إدانة واضحة للاعتداءات الإسرائيلية التي تمسّ سيادة إيران وأمنها وتُخالف القانون الدولي.
  • تعازيه لضحايا القصف الإسرائيلي، في موقفٍ يعبر عن التضامن الخليجي مع طهران .
  • رفضه استخدام القوة لحل النزاعات، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات.
  • كما شدد على أن الاعتداءات الإسرائيلية عطّلت الحوار القائم وساهمت في عرقلة جهود خفض التصعيد.

هذا الموقف السعودي يعكس بداية تحوّل في التوازنات الخليجية تجاه الصراع، وقد يمهّد لتقارب أو حتى دور وساطة سعودي محوري في التسوية الإقليمية.

رابعًا: أدوار دولية في الكواليس

  • الولايات المتحدة تعيش حالة تردّد استراتيجي: التصعيد العسكري يهدد بجرّها إلى صراعٍ مباشر، وهو مايطمح إليه نتنياهو والتخاذل يضعف ثقة حلفائها.
  • بريطانيا رفعت جاهزية قواتها في المنطقة بعد حادثة اعتراض سفينتها الاستخباراتية من قبل إيران في الخليج .
  • الناتو في حالة ترقّب، لكن أي استهداف لمصالحه البحرية او شعوره بإنهيار اسرائيل قد يدفعه للتدخل تحت بند “حماية أمن الطاقة”.
  • روسيا والصين تتحركان بهدوء: موسكو عبر قنواتها العسكرية، وبكين عبر نفوذها الاقتصادي والخليجي، وقد تطرحان قريبًا:

مبادرة روسية بالتنسيق مع الأمريكي لوقف إطلاق النار تشمل:

  1. وقف الضربات من الطرفين.
  2. تثبيت خطوط التماس السياسية.
  3. إطلاق مفاوضات شاملة حول الملف النووي والدور الإيراني في المنطقة.

خامسًا: الحرب المركّبة – جبهات متعددة

  • تشويش تركي على الطيران الإسرائيلي فوق شمال سوريا، يكشف عن مستوى معقد من الحسابات الإقليمية.
  • صاروخ باليستي من اليمن تزامن مع الضربة الإيرانية، ما يعكس تنسيقًا بين حلفاء طهران عبر جبهات متعددة.
  • إعلان باكستاني صريح بالوقوف إلى جانب إيران، وهو تطور نادر يعيد خلط أوراق النفوذ في جنوب آسيا.

سادسًا: سيناريوهات مقبلة

  1. تصعيد مفتوح: هجمات بلا خطوط حمراء، تشمل الخليج وربما شرق المتوسط.
  2. حرب استنزاف طويلة: مواجهة متقطعة، تُنهك الجميع وتُبقي على خطر الانفجار في كل لحظة.
  3. تسوية دولية مفروضة: برعاية روسية وربما تدخل الصين ، و سعودي–خليجي ضامن، تعيد بناء خطوط التهدئة والتوازن.

*خلاصة الشرق الأوسط يقف اليوم بين ناريْن: نار التصعيد المفتوح ونار التسوية القسرية.

  • الولايات المتحدة مطالبة بحسم موقفها: دعمٌ مباشر أم احتواء من الخلف؟
  • بريطانيا والناتو في حالة اختبار لمدى قدرتهم على ردع التهديدات دون الانجرار لحربٍ موسعة.
  • السعودية، من بوابة اتصال بن سلمان، قد تخرج من موقع المتفرّج إلى موقع صانع التوازن، بل وربما الضامن الإقليمي لأي تهدئة قادمة.

وإذا لم تُبادر قوة دولية إلى وقف النزيف، فإن المنطقة تتجه بسرعة نحو حربٍ كبرى لن يسلم من نيرانها أحد .

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: