يراقب المراقبون عن كثب تطورات الملف النووي الإيراني، وتظهر مؤشرات قوية على شن إسرائيل هجومًا يستهدف البرنامج النووي والعسكري الإيراني، بالإضافة إلى قادة عسكريين وسياسيين وعلماء.
من أبرز هذه المؤشرات إعلان مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي يوم الأربعاء الماضي عن استعداد السفارة الأميركية في العراق لإخلاء منظم بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
هذا الهجوم الإسرائيلي، الذي أطلقت عليه تل أبيب اسم "عملية الأسد الصاعد"، يأتي بعد أسابيع قليلة من تصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني. على الرغم من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي بأنه لا يتوقع هجومًا وشيكًا، إلا أنه أقرّ بإمكانية حدوثه.
الحدث ضخم ويحتل صدارة الأخبار في وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، وسط ترقب لما سيحدث في الساعات والأيام المقبلة. وتستمر إسرائيل في الهجوم، مع توقعات باستمراره لمدة أسبوعين، بينما ردت إيران سريعًا بإطلاق سرب من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، وحذر المرشد الإيراني علي خامنئي من "عقاب شديد ومرير".
يبدو أن تراجع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط قد حفز إسرائيل على هذا الهجوم، خاصة بعد التغيير في سوريا والإطاحة ببشار الأسد، وانسحاب إيران وأذرعها من الأراضي السورية، بالإضافة إلى توجيه ضربة قوية لحزب الله في لبنان والقضاء على أغلبية قادته، ومواصلة الحرب على قطاع غزة والقضاء على معظم قادة حماس.
اللافت في الهجوم الإسرائيلي هو دقة اختيار الأهداف، حيث تم استهداف منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم وكبار القادة العسكريين والسياسيين والعلماء النوويين، في سيناريو مشابه للأهداف التي استهدفتها في ضاحية بيروت الجنوبية.
تكبدت إيران خسائر فادحة بتدمير منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم ومقتل كبار القادة العسكريين مثل قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد غرفة العمليات المشتركة في هيئة الأركان غلام علي رشيد، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين آخرين وعلماء نوويين.