الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 04:18 AM

غزة: أطفال يلعبون مع الموت.. أساليب إسرائيلية خبيثة تحول الدمى إلى قنابل

غزة: أطفال يلعبون مع الموت.. أساليب إسرائيلية خبيثة تحول الدمى إلى قنابل

القدس المحتلة-سانا: يواصل المشهد المأساوي في قطاع غزة تكرار نفسه، حيث يقع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف المباشر. يكشف هذا الواقع عن أساليب تفخيخ خطيرة يعتمدها الاحتلال في المناطق التي انسحب منها في القطاع، مما يجعل العودة إلى المنازل المدمرة مغامرة مميتة بين الأنقاض.

كشفت فرق الإنقاذ والهلال الأحمر الفلسطيني خلال الأيام الماضية عن وجود ألعاب ودمى محشوة بمواد متفجرة، خلّفها الاحتلال في المنازل المدمرة والمناطق التي انسحب منها شمال قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من معاناة أطفال غزة.

أوضح مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلوباً "شيطانياً" في تفخيخ الأجسام المدنية بألغام وعبوات متفجرة، بعضها صُمم على هيئة ألعاب ودمى ودببة صغيرة بألوان زاهية لجذب الأطفال.

وأضاف البرش: "نستقبل يومياً عشرات الأطفال مبتوري الأطراف أو مصابين بتشوهات نتيجة لفضولهم تجاه ما يظنونه ألعاباً بريئة. لقد حوّل الاحتلال اللعب إلى وسيلة قتل متعمدة". وأشار إلى أن التقارير الميدانية تُظهر أن الأمر لم يقتصر على الدمى، بل شمل أيضاً علب طعام ومواد تموينية تُركت في المنازل والشوارع، لتنفجر في وجه من يحاول فتحها بدافع الجوع أو الحاجة.

أكد أحد عناصر الدفاع المدني الفلسطيني أنهم اكتشفوا دمية ملونة محشوة بعبوة متفجرة أثناء تفقدهم أحد المنازل شمال غزة، مضيفاً أن هذا ليس مجرد مصادفة، بل هو فعل مدروس يستهدف أرواح الأطفال الأبرياء. وأشار إلى أن فرق الإنقاذ عثرت أيضاً على نماذج مشابهة في بيت حانون وجباليا، مما يؤكد أن هذا الأسلوب ممنهج وليس عملاً فردياً، بل سياسة عسكرية تهدف إلى خلق حالة من الرعب الدائم بين الفلسطينيين.

وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، استخدام الأغراض المدنية لأغراض عسكرية بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى أن تعريض الأطفال للخطر عبر تفخيخ الألعاب أو المواد الغذائية يعتبر "جريمة حرب". ودعا إلى تحقيق دولي مستقل ومساءلة قانونية عاجلة بحق المسؤولين عن هذه الأفعال، مؤكداً أن تكرار هذه الحوادث يعكس نمطاً ممنهجاً من الانتهاكات.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 7500 طن من الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في أنحاء قطاع غزة، مما يجعل الحياة اليومية لسكان القطاع محفوفة بالموت حتى بعد توقف العمليات العسكرية. ويقول أحد المراقبين الميدانيين: "في غزة، لم تعد الدمية رمزاً للطفولة، بل احتمالاً للموت. الطفل هنا يتعلم أن يهرب من اللعب، لا أن يفرح بها".

مع استمرار غياب المساءلة الدولية، تبقى الطفولة في غزة تمشي على حافة الخطر، حيث يمكن لأي لعبة مهجورة أن تخفي لغماً، وأي لحظة فرح قد تنقلب إلى مشهد مأساوي، مما يجعل أطفال غزة ضحايا دائمين لحرب إسرائيلية لا تميز بين دمية وعبوة ناسفة.

مشاركة المقال: