أعلنت حركة حماس يوم الجمعة أن إسرائيل تستخدم سياسة "الأرض المحروقة"، وارتكبت مجازر مروعة في قطاع غزة خلال الساعات الماضية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا.
وفي بيان لها، أوضحت الحركة أن إسرائيل تتبع سياسة "الأرض المحروقة" من خلال المجازر المتتالية والقصف الوحشي على قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط أكثر من 250 شهيدًا ومئات الجرحى.
وأكدت حماس أن إسرائيل تحاول يائسة فرض معادلات الاستسلام على الشعب الفلسطيني الصامد.
وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن استشهاد 120 شخصًا يوم الخميس في غارات إسرائيلية متفرقة، بينما أعلنت منظمة غير حكومية مدعومة من واشنطن عن بدء توزيع المساعدات الإنسانية نهاية شهر مايو.
وشدد مسؤول كبير في حركة حماس على أن إدخال المساعدات إلى غزة هو "الحد الأدنى" للمفاوضات مع إسرائيل، التي تفرض حصارًا مطبقًا على القطاع منذ بداية شهر مارس.
وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي في حماس، إن "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية".
وأكد أن "الحصول على الغذاء والماء والدواء حق إنساني أساسي، وليس موضوعًا للتفاوض".
وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، منذ الثاني من مارس، واستأنفت عملياتها العسكرية في 18 من الشهر نفسه بعد هدنة استمرت شهرين.
وحذرت منظمات غير حكومية، من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، يوم الأربعاء من حدوث "مجاعة جماعية" في غزة إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى القطاع.
وفي غزة، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية منذ فجر الخميس إلى 120 قتيلاً.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس أن آخر مستشفى في غزة يقدم الرعاية الطبية لمرضى القلب والسرطان توقف عن العمل إثر هجوم إسرائيلي وقع يوم الثلاثاء.
واتهمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، إسرائيل "بقتل ما تبقى من بشرية".
وأظهرت لقطات لتلفزيون فرانس برس الدمار الذي خلفته ضربة على دير البلح في وسط غزة، حيث سوى القصف مباني بالأرض.
وتحدث أمير صالحة (43 عامًا) من منطقة تل الزعتر في شمال القطاع عن "قصف إسرائيلي عنيف طوال الليل، نشعر بأن الخيمة ستطير من مكانها، قذائف الدبابة تضرب على مدار الساعة والمنطقة مكتظة بالسكان والخيام" التي نصبها النازحون في مناطق عدة.
وحثت حركة حماس المجتمع الدولي على محاسبة إسرائيل على ما وصفته بأنه "تصعيد همجي".
وأعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، يوم الأربعاء أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنها طلبت من الدولة العبرية ضمان أمن نقاط توزيع المساعدات في شمال القطاع.
لكن الأمم المتحدة أعلنت يوم الخميس أنها لن تشارك في توزيع المساعدات عبر هذه المنظمة، معتبرة أن آليتها لا تلتزم مبادئ الحيادية والاستقلالية.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "لقد قلت بوضوح إننا نشارك في عمليات تقديم مساعدات تتوافق مع مبادئنا الأساسية. وقلنا مرارا إن خطة التوزيع هذه لا تتماشى مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك مبادئ النزاهة والحيادية والاستقلالية، ولن نشارك في ذلك".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تركيا انفتاح بلاده على أي أفكار جديدة لإدخال المساعدات إلى القطاع.
وأكد: "نحن منفتحون على أي بديل إذا كان لدى أحد خيار أفضل. نحن ندعم كل المساعدات التي يمكننا الحصول عليها دون أن تتمكن حماس من سرقتها من الناس".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس إنه يريد أن "تأخذ" الولايات المتحدة غزة وتحولها إلى "منطقة حرية".
وأوضح ترامب من قطر: "لدي تصورات جيدة جدا لغزة، وهي: جعلها منطقة حرية" مضيفا "سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة، وأخذتها، وجعلتها منطقة حرية".
ردا على ذلك، أكد نعيم في بيان أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقارا للبيع في السوق المفتوحة".
وتقدر الأمم المتحدة أن 70 في المئة من المناطق في غزة إما تم إخلاؤها أو يتهددها خطر الإخلاء.
واستشهد في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل، ما لا يقل عن 53010 فلسطينيين منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا خلال الهجوم لا يزال 57 في غزة بينهم 34 اعلن الجيش الاسرائيلي أنهم قتلوا.
ليلا، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أُطلق من اليمن حيث أعلنت قوات “انصار الله” أنهم استهدفوا مطار تل أبيب.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، تصاعدا في أعمال العنف.
وفي شمال الضفة، قال رئيس الأركان إيال زامير إن الجيش الاسرائيلي سيستخدم كل الوسائل المتاحة للوصول إلى منفذي الهجوم الذي وقع قرب مستوطنة بروخين غرب مدينة سلفيت، وأدى إلى مقتل إسرائيلية حامل.
وأصدر زامير تعليماته “مواصلة فرض الطوق الأمني، وحظر التجوال وملاحقة الإرهابيين”، بحسب الجيش.
استشهد خمسة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش في بلدة طمون بشمال الضفة، وفق ما أفاد رئيس البلدية لوكالة فرانس برس الخميس، بينما أكد الجيش الإسرائيلي “تحييد خمسة مسلحين”.
وبحسب البيان، كان الخمسة “يخططون لتنفيذ نشاط إرهابي عسكري كبير”. وأعلن الجيش مصادرة ثلاث بنادق وأربع سترات واقية من الرصاص.
واستشهد منذ اندلاع الحرب في غزة 934 فلسطينيا على الأقل في الضفة بنيران القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
في المقابل، قتل 34 إسرائيليا على الأقل في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.