الجمعة, 19 سبتمبر 2025 09:36 PM

غزة تحت القصف: تصعيد إسرائيلي وتكتيكات المقاومة تتحدى خطط نتنياهو

غزة تحت القصف: تصعيد إسرائيلي وتكتيكات المقاومة تتحدى خطط نتنياهو

توغلت الدبابات الإسرائيلية، أمس، في الجهة الشمالية من شارع الجلاء، بمحاذاة أحياء الصفطاوي والشيخ رضوان وجباليا النزلة، وفرضت سيطرة نارية على الأحياء المحيطة. وفي الوقت نفسه، تقدمت العشرات من الآليات والجرافات العملاقة إلى حي الكرامة والمخابرات، حيث بدأت عمليات هدم وتخريب واسعة.

أما المحور الجنوبي لمدينة غزة، فقد شهد تفجير نحو عشرين مدرعة مفخخة، وسط المربعات السكنية والمنازل المأهولة، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة من حي تل الهوا، الذي كان مكتظاً بعشرات الآلاف من النازحين حتى وقت قريب.

ترافق الهجوم البري الإسرائيلي مع حملة دعائية أطلقها جيش الاحتلال، أحدثت صدمة وحزناً، خاصة بعد نشر صور ومقاطع تظهر تمركز دبابات العدو بالقرب من مفترق الصاروخ. لكن الإحباط في الشارع الغزاوي لم يدم طويلاً؛ فبرغم موجة النزوح الكبيرة وتدهور الأوضاع الإنسانية، أسهمت عملية المقاومة في مدينة رفح، وتمكنها من تفجير جيب عسكري إسرائيلي من نوع «هامر» كان يقل أربعة ضباط، ما أدى إلى مقتلهم على الفور، في رفع الروح المعنوية.

تحمل العملية دلالات مهمة من حيث المكان والزمان؛ فقد نُفذت في رفح المدمرة، والتي أعلن العدو مراراً انتهاءه من «تطهيرها» وتأمينها، لدرجة أن الضباط والجنود يتنقلون فيها بسيارات مكشوفة وغير مدرعة. كما أنها جاءت بعد نحو خمسة عشر شهراً من احتلال المدينة، واستحداث محورين فيها يتمركز فيهما جيش الاحتلال المدجج بكل وسائل الرقابة والتكنولوجيا المتطورة، وبالتزامن أيضاً مع بدء عملية اجتياح مدينة غزة التي لم تُسجَّل فيها، حتى اللحظة، هجمات ميدانية تعيق التقدم البري الذي بدا سهلاً.

لم تُسجّل، أمس، أي حالات نزوح عبر الطريق الجديدة التي أعلن الاحتلال افتتاحها للنزوح نحو جنوب القطاع.

تشير المعطيات إلى استحالة تحقيق ما يطمح إليه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من مرحلة «صفر اشتباك» في أي منطقة يعمل فيها جيشه، مهما طالت المدة أو زادت كمية الذخيرة وأدوات التدمير المستخدمة في الهجوم. كما تشير إلى أن نموذجي رفح والزيتون سيتكرران في أحياء مدينة غزة وحاراتها، التي ستتحول إلى معركة استنزاف مستدامة لا نهاية لها. هذا ما أكدته قيادة «كتائب القسام»، التي نشرت بياناً صحافياً، أشارت فيه إلى أن المقاومين أعدوا العشرات من الاستشهاديين الجاهزين لتنفيذ الكمائن والمدربين على إسقاط العبوات الناسفة داخل قمرة قيادة الدبابات.

أكدت «القسام» أيضاً، في بيانها، أن اجتياح مدينة غزة سيوفر فرصة لتنفيذ عمليات أسر جديدة تستهدف طواقم الدبابات والجرافات التي سيلتحم معها المقاومون من مسافة صفر، لافتةً إلى أنها وزعت الأسرى الإسرائيليين في أحياء المدينة التي تتعرض للهجوم، مضيفةً أن العملية العسكرية لن تفضي إلا إلى تحويل مصير هؤلاء إلى «الفقد الأبدي» على غرار مصير رون آراد.

في غضون ذلك، ومع اشتداد الهجوم البري على المدينة واستمرار جيش العدو في استخدام العربات المفخخة لإجبار الأهالي على النزوح، يجدد مئات الآلاف من السكان تمسكهم بالمدينة ورفضهم النزوح أياً كانت الظروف. ورغم أن أكثر من 800 ألف من هؤلاء يتركزون في 20% من مساحة مدينة غزة، فإن العشرات من العائلات تعود يومياً إلى المدينة بعدما عجزت عن العثور على موطئ قدم في جنوب القطاع ووسطه، المزدحمين بمئات الآلاف من النازحين.

في محاولة لترغيب الأهالي بالنزوح، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، افتتاح طريق جديد من المدينة إلى جنوب القطاع عبر شارع صلاح الدين شرقي غزة، والذي يمر عبر طريق آخر يسيطر عليه العدو. إلا أنه لم تُسجّل في أثناء يوم أمس، أي حالات نزوح عبر الطريق الجديدة، فيما ظهر تراجع في حركة النزوح إلى الجنوب عبر طريق الرشيد التقليدي.

مشاركة المقال: