الخميس, 8 مايو 2025 01:43 PM

غزة تنزف: يوم دامٍ يسبق زيارة ترامب وسط تصعيد إسرائيلي واستهداف للمدنيين

غزة تنزف: يوم دامٍ يسبق زيارة ترامب وسط تصعيد إسرائيلي واستهداف للمدنيين

يوسف فارس: تتصاعد وتيرة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة مع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة. شهد أمس أحد أكثر الأيام دموية منذ استئناف الحرب في 18 آذار الماضي، حيث اتخذت الهجمات الإسرائيلية طابعاً عشوائياً، واستهدفت بشكل خاص المناطق الحيوية المكتظة بالنازحين والأهالي، مثل مراكز الإيواء والأسواق الشعبية والمطاعم.

نفذت القوات الإسرائيلية، باستخدام الطائرات المسيرة، مجزرة جماعية استهدفت مطعم "التايلندي" الذي كان يعج بالزبائن وسوق "الوحدة" الشعبية، الواقع في شارع الوحدة، وهو الشارع الأكثر حيوية في القطاع. كان المشهد مأساوياً، حيث كان العشرات من الجرحى يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وعائلة كاملة غرقت في دمائها، واستشهد طفل يبيع القهوة وشابة لم تجد فرصة لتناول الطعام، بالإضافة إلى الصحافي يحيى صبيح الذي رزق بمولودة وذهب للسوق بحثاً عن طعام لزوجته وحليب لابنته.

نتيجة لهذه الهجمات، نُقل نحو 40 شهيداً وأكثر من 170 مصاباً إلى مستشفى "الشفاء"، حيث تُرك الجرحى ذوو الحالات الخطيرة يلفظون أنفاسهم الأخيرة وسط عجز تام لدى المنظومة الصحية المنهارة عن تقديم الرعاية اللازمة.

في حي التفاح شرق مدينة غزة، قصفت الطائرات الحربية مدرسة "الكرامة" التي تؤوي نازحين، وسوّت مبانيها بالأرض. وعندما حاولت الطواقم الطبية والصحافية الوصول إلى المكان، جددت الطائرات الحربية القصف، ما أدى إلى استشهاد الصحافي نور الدين عبدو والعشرات من النازحين. وبلغت حصيلة المجزرة استشهاد 22 مواطناً وإصابة العشرات. وفي مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، استهدفت الطائرات الحربية منازل مأهولة، ما أسفر عن استشهاد عائلة مكونة من خمسة أفراد.

في المقابل، أعلنت "كتائب القسام" تنفيذ كمائن محكمة في مدينة رفح، أطلقت عليها اسم "أبواب الجحيم". وذكرت أن المقاومين استدرجوا قوة راجلة قوامها 10 جنود وكلبان عسكريان إلى كمين جُهّز مسبقاً بالعبوات الناسفة، وفور وصول الجنود تم تفجير العبوات وإيقاعهم بين قتيل وجريح قرب مفترق المشروع شرق مدينة رفح. ورصد المقاومون هبوط الطيران المروحي لإخلاء القتلى والجرحى.

وفي بيان آخر، أعلنت "القسام" استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في المنطقة ذاتها بقذيفتي "تي بي جي"، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح، مضيفة أن المقاومين عاودوا التقدم صوب المنزل المستهدف وأجهزوا على من تبقى من أفراد القوة من مسافة صفر.

كذلك نشر "الإعلام العسكري" مشاهد الكمين الذي نفذته "القسام" مطلع الأسبوع الجاري، وظهر فيها مقاومو الكتائب وهم يخرجون من فتحة نفق داخل أحد المنازل، ويهاجمون جنود الاحتلال بهدف استدراجهم إلى الفتحة المفخخة؛ وحينما تقدم الجنود، فجر المقاومون فيهم عبوة ناسفة تسببت بمقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين. وأقر جيش الاحتلال بإصابة أربعة جنود، جروح اثنين منهم خطيرة، ومقتل كلب في رفح.

مشاركة المقال: