من مدينة القامشلي، بدأت حكاية فاندرا كاميران جولي (18 عاماً) مع عالم الفن والرسم منذ نعومة أظفارها. كانت الطفلة الصغيرة تجلس لساعات طويلة لترسم أي مشهد يلفت انتباهها، من مناظر طبيعية وشخصيات إلى أفلام كرتونية وأي شيء يثير خيالها. رغم أن أدواتها في البداية اقتصرت على قلم رصاص بسيط وأوراق عادية، إلا أن شغفها بالفن كان يملأ عالمها ويغذي موهبتها يوماً بعد يوم.
دعم العائلة: الأم الحاضرة دوماً في مسيرتها
لعبت عائلة فاندرا، وخاصة والدتها، دوراً محورياً في احتضان موهبتها وتنميتها منذ الصغر. تقول فاندرا لمنصة سوريا 24: “أمي كانت ترى في موهبتي شيئاً مميزاً وتؤمن بي دائماً، فكانت تحضر لي الأوراق والألوان وتشجعني باستمرار، وتجعلني أشعر أن كل لوحة أرسمها مهمة وتستحق الاهتمام.”
مصادر إلهام متعددة
تميزت أعمال فاندرا بتنوع مواضيعها وعدم التقيد بأسلوب واحد فقط. فهي تستلهم أفكارها من الفلكلور العربي والكردي والمسيحي، وهو ما يعكس التنوع الثقافي الغني الذي تحمله منطقتها. وتوضح: “أحب أن أنقل من خلال لوحاتي ملامح مختلفة من ثقافات شعبي المتعددة، فكل حضارة تحمل طابعاً مميزاً يعبر عن الناس وهويتهم.”
رحلة العمل على اللوحات: بين الصبر والإبداع
فيما يتعلق بتفاصيل عملها الفني، تشير فاندرا إلى أن إنجاز اللوحات يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. حيث يستغرق إعداد لوحة الرصاص نحو ثلاثة أيام، بينما تحتاج اللوحات الزيتية لفترة أطول تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، وذلك حسب صعوبة الفكرة وكمية التفاصيل المطلوبة.
التحديات الدراسية وأثرها على شغفها
لم تخلُ رحلة فاندرا من التحديات، خاصة خلال فترة دراستها في مرحلة البكالوريا العلمي. حيث تطلبت الدراسة منها تركيزاً كبيراً، مما اضطرها للابتعاد قليلاً عن الرسم مؤقتاً. لكنها تعبر عن رضاها قائلة: “رغم صعوبة تلك المرحلة والابتعاد المؤقت عن الرسم، إلا أن جهدي لم يذهب سدى وتمكنت من النجاح، وهذا منحني حافزاً إضافياً لأواصل طريقي الفني.”
تكريم مهرجان المرأة العاشر: لحظة فارقة
واحدة من أجمل المحطات في مسيرة فاندرا كانت مشاركتها في مهرجان المرأة العاشر، حيث تم تكريمها عن مجموعة من أعمالها الفنية، وهو ما شكل لها نقطة تحول كبيرة في مسيرتها. وتصف التجربة بقولها: “كان شعوراً رائعاً، أن أُكرم على جهدي أمام الجمهور أعطاني دفعة معنوية كبيرة للاستمرار.”
طموحات وأحلام تتجاوز الحدود
لا تقتصر أحلام فاندرا على النجاح المحلي، بل تطمح لافتتاح معرض فني خاص بها في مدينتها القامشلي، بالإضافة إلى إنشاء مركز لتدريب الأطفال على فن الرسم. كما تسعى للوصول بفنها إلى المحافل العالمية لتعريف العالم بإبداع السوريين رغم ما مر به بلدها من ظروف صعبة. وتختم حديثها قائلة: “أحلم بأن يرى العالم مواهب السوريين. رغم الصعوبات والظروف القاسية، إلا أن لدينا طاقة من الإبداع والأمل تستحق أن تُعرض على العالم.”