الخميس, 13 نوفمبر 2025 09:15 AM

في الرقة: جمع الخردة يوفر لقمة العيش في ظل الأزمة الاقتصادية

في الرقة: جمع الخردة يوفر لقمة العيش في ظل الأزمة الاقتصادية

يشهد نشاط جمع الخردة في مدينة الرقة ازدهاراً ملحوظاً، حيث يعتمد عليه العديد من السكان كمصدر رئيسي للدخل في ظل الظروف المعيشية الصعبة وندرة فرص العمل. ومع غياب الدعم الرسمي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، تحول هذا العمل غير الرسمي إلى دعامة أساسية لتأمين الاحتياجات اليومية لعشرات العائلات في المدينة وضواحيها.

يعتبر جمع الخردة، من العبوات المعدنية والقطع البلاستيكية والأجهزة الكهربائية المعطلة، من أهم مصادر الدخل لعدد كبير من الأهالي في الرقة، حيث يمثل وسيلة حيوية لكسب الرزق في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة. يتنقل جامعو الخردة يومياً في أحياء الرقة وريفها بحثاً عن المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي تُنقل لاحقاً إلى مراكز متخصصة لفرزها حسب النوع والجودة.

يُعد مركز الرميلة داخل المدينة ومركز الحمام غربها من أبرز نقاط تجميع الخردة، حيث تُجمع فيهما المواد المعدنية والبلاستيكية قبل بيعها لورش ومعامل إعادة التدوير. وفي حديثه لـ سوريا 24، قال عبد الرحمن الخطيب، أحد العاملين في هذا المجال: "نقوم بالتنقل يومياً بين الأحياء والقرى لجمع العبوات المعدنية والقطع البلاستيكية. وفي بعض الأحيان، نلجأ إلى المقايضة مع السكان عندما لا نملك المال الكافي، فنقدّم لهم مواد تنظيف أو أدوات منزلية مقابل الخردة التي نحتاجها."

من جهة أخرى، أوضحت فريدة علي، وهي من سكان الأحياء الشعبية في الرقة، لـ سوريا 24 أن "الكثير من الأسر تعتمد على بيع الخردة كدخل إضافي في ظل قلة فرص العمل. نقوم بجمع القطع غير الضرورية في المنزل وبيعها أو استبدالها بما نحتاجه من مستلزمات، مما يساعدنا على تخفيف الأعباء المعيشية."

أما صالح الداود، المشرف على مركز الرميلة، فقد أكد لـ سوريا 24 أهمية الدقة في فرز المواد قبل بيعها، موضحاً: "نخضع المواد التي تصلنا لعمليات فرز دقيقة حسب نوع المعدن أو البلاستيك، الأمر الذي يرفع جودة المنتج النهائي ويزيد من أرباح العاملين في هذا القطاع، إضافة إلى تحسين كفاءة عمليات إعادة التدوير."

وبذلك، يشكل جمع الخردة محوراً اقتصادياً حيوياً في الرقة، إذ يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة ويساهم في تقليل النفايات وتعزيز ثقافة إعادة التدوير المستدامة. ورغم ما يواجهه العاملون في هذا المجال من تحديات مثل صعوبة التنقل، وارتفاع المنافسة، وضعف الدعم المؤسسي، إلا أنهم يواصلون عملهم بإصرار لتأمين سبل العيش ودعم أسرهم في ظل واقع اقتصادي متقلب.

مشاركة المقال: